تحتل الإمبراطورية الحبشية، فضلا عن الجزء الذي تحتله من حوض النيل، أودية الهواش والأدمو والجوبا وخور الجاش وخور بركة؛ وحوض النيل قوي الصلة ببلاد الحبشة القديمة التي يسكنها الشعب الحبشي والتي تقع في الجزء الشمالي والشمالي الغربي من الهضبة، وهذا الجزء الذي يرتكز على أعالي النيل الأزرق والسوباط والعطبرة هو النواة التي تكونت حولها الإمبراطورية الحبشية القديمة وتبلغ مساحته٤٠٠ , ٠٠٠ كيلو متر مربع. ومثل معظم الأقطار الجبلية الأخرى تقسم الظاهرات التضاريسية هذا الجزء إلى وحدات سياسية مستقلة أمثال تيجري وجوجام وشوا وامهرا، وهذه هي الممالك الأربع الحبشية الرئيسية ويحكم كل منها رأس، وليس من السهل توحيد هذه الأقطار تحت سيادة ملك واحد كشأن الأقطار الجبلية عموما.
الحروب والرفيق وأثرهما في اختلاط الشعوب:
هذا القطر الجبلي قد أصبح إلى حد ما ملجأ للعناصر المختلفة، ولذلك نجد به صفات ثقافية وجنسية متعددة. وعلى الرغم من أن بلاداً جبلية كالحبشة تساعد على أن تحتفظ الوحدات الجنسية المختلفة بميزاتها الثقافية وصفاتها الجنسية، فان هناك عوامل خاصة دعت إلى الاختلاط والامتزاج من أهمها الحروب الكثيرة وتجارة الرقيق التي كانت منتشرة في الحبشة إلى وقت قريب جداً على نطاق واسع حتى أن الفرد لم يكن يحسب لدينه حسابا بقدر ما يحسب له إذا ما كان رقيقاً أو حراً. لهذا نجد الصفات الجنسية الخليطة بين الزنجية والقوقازية هي الصفات الغالبة في الحبشة إذا تمثل نحواً من ٧٠ % من السكان، وهناك حوالي ١٥ % من السكان من الزنوج الصرف كقبائل ال شنجلة (بمعنى العبيد) التي توجد في الجزء الجنوبي والجنوبي الغربي من الحبشة. هذا بالإضافة إلى الجماعات النيلوتية الموجودة في غمبيلا من الأتراك ثم هناك حوالي ١٥ % من السكان من الجماعات