للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[مثل المصرية الحديثة]

- ٢ -

قالت السيدة. و. . . تفصل ما أجملت من رأيها في معنى لفظ البيت الجدير بأن يكون بيت أسرة، وفي حقيقة معنى المرأة الجديرة بأن تكون ربة بيت:

قد تكون الزوجة أبصر النساء بفنون الطبخ وشؤون المطبخ وأصول المائدة، ولكنها تكون أجهلهن بما يجب لمهد الطفل وسرير الزوج ومدفأة الأسرة وبهو الضيوف، وإذن لا تعدو أن تكون طاهية

وقد تكون الزوجة أقوم على رعاية الطفل والزوج، واضبط لحساب الدخل والخرج، وأحزم في سياسة العمال والخدم، ولكنها تكون عامية الفكر خشنة الجانب مبتذلة الهندام فلا تعدو أن تكون قهرمانة

وقد تكون الزوجة بطبيعتها ولوداً فتتوزعها الآلام والأسقام والشواغل في الحمل والوضع والرضاع والفطام والترتيب والتهذيب والتمريض فلا يبقى من جهدها طاقة للبيت، ولا من وقتها ساعة للناس، ولا في قلبها مكانة للزوج، فلا تعدو أن تكون والدة

وقد تكون الزوجة أجذب أنوثة من كليوبطرة، وأعذب حديثاً من شهرزاد، وأفتن رشاقة من بنات هليوود، ولكنها تكون خرقاء لا تجيد العمل، حمقاء لا تحسن التدبير، فلا تعدو أن تكون خليلة

وقد يقتصر مدلول البيت في ذهن السيدة على غرفة الزينة وقاعة المطالعة وصالون الاستقبال، فهي ترقب الحديث من الثياب، وتقرأ الجديد من الكتب، وتناقش الطريف من الآراء، ولكنها تعيش على هامش الأسرة عيش الترف والظهور والحذلقة، فلا تعدو أن تكون أدبية

وليست المرأة الصالحة لملكوت البيت واحدة من أولئك، إنما هي هن جميعاً: هي مخلوقة من نوادر ركبها الله من مجموع ما تشتت من الفضائل في هؤلاء النسوة، كما ركَّب الإغريق (فينوس) من جملة ما تفوق من الجمال في مختلف الحسان

قال الطبيب الزوج: كأنك يا عزيزتي تنقلين عن نفسك صورة هذه المرأة. وأقسم لقد تعلمت في بعض بلاد أوربا تقلبت في بعضها الآخر فلم أر صاحبة بيت تفوقك فيما سردت من

<<  <  ج:
ص:  >  >>