للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الدمام]

لأستاذ جليل

اللعَس سواد مستحسن يعلو شفة المرأة أو سواد في حمرة

قال (التاج): لعس كفرح لعسا، والنعت ألعس وهي لعساء من فتية ونسوة لُعس: في شفاهم - وشفاهن - سواد

وفي اللعس جمع اللعساء يقول الزمخشري: (إذا رأيت أبكاراً لعساً، وعجائز قُعسا فقل: لعاً وتعسا!!) قل: لعاً للأبكار اللعس، وتعساً للعجائز القعس.

نعم ما يوصينا به إمام عظيم في اللغة والأدب ونحلة المعتزلة! الحق أن شيخنا الزمخشري لا يستحي. . .

فاللعس هو صبغ الله، صباغ الله، (صبغة الله، ومن أحسن من الله صبغة؟)

ومن هوى كل من ليست مُموِّهةً ... تركتُ لون مشيبي غير مخضوب

وإذا أحب محب أن يرشف ريق رشوف أو يرف شفتيها، أو يترضبها، فإنه يرجع بخير، إذ ما في صبغة الله إلا الطهر، وإن سمى حاسد أو عذول هذا الرضاب بغير أسمه فقال: هذا بصاق! فليس ثمة ضير.

تقول:

هذا مجاج النحل تمدحه ... وإن ذممت تقل: قيء الزنابير

وقد رفضت المترقشات المتقينات المتنمصات المتشمات تلك الصبغة، صبغة الله، وركضن إلى صبغة العطار والصيدلاني فكان تبديل خلق الله وتصويره. وجاء من ذلك - من تلك الدواهي - هذا الوشم في الجسد واليد والوجه واللثة والشفة. وقد (لعن الله الواشمة والمستوشمة) كما (لعن الله النامصة والمتنمصة) لكن الخبيثات ما يبالين لعناً ولا ذماً، ولا يحسبن للأخرى حسابا

كان وشم الشفاه في القديم، وجاءت اليوم هذه (الحمرة) فيها، هذا (الموت الأحمر) وأمسى (التحمير) دين كل شابة وتابة. . .

وكأن أولئك الحور العين الحسان الكواعب وهن مقلات مدلات بجمالهن، ذوات أبهة،

<<  <  ج:
ص:  >  >>