٢٥ - (١٤٥) كان بعض أهل التمرس (يعني التمرس) بالحرب يقول لأصحابه: شاوروا في حربكم الشجعان من أولي العزم، والجبناء من أولي الحزم، فأن الجبان لا يألو برأيه ما يبقى مهجكم، والشجاع لا يعدو ما يشد لنصرتكم، ثم خلصوا من بين الرأيين نتيجة تحمل عنكم معدة الجبان وتهور الشجعان، فتكون أنفذ من السهم الزالج والحسام الوالج
وجاء في تعليقه (ما يشد نصرتكم): كذا في ا. والذي في بقية الأصول:(بصائركم) وهو تحريف
قلت: النصرة تصحيف البصيرة أو تحريف البصائر، والشد يناسب البصيرة أو البصائر، فالبصيرة الحجة والاستبصار في الشيء، والبصيرة ما اعتقد في القلب من الدين وتحقيق الأمر. وليس أصل القول - كما أرى - (يشد نصرتكم أو يشد بصائركم) وإنما هو (يشيد ذكركم أو يشيد بذكركم)(كما جاء في هذه الوصية في زهر الآداب وثمر الألباب) وفي (غرر الخصائص الواضحة) و (الغرر) يروى عن (الزهر)
أصل الجملة كما ذكرنا ثم نسى ناسخ نقط الياء فصارت (يشد ذكركم) فاستركت واستبدلت بالذكر البصيرة أو البصائر أو النصرة حتى يجئ معنى مقبول
وقد يكون أصل (السهم الزالج والحسام الوالج) ما سطر في الزهر والغرر: (السهم الصائب والحسام الغاضب) والسهم الصائب أقعد في هذا المقام من السهم الزالج
في التاج: زلج السهم يزلج زلوجاً وزليجاً وقع على وجه الأرض ولم يقصد الرمية. وفي المخصص، وفي المثل:(لا خير في سهم زلج) وإذا وقع السهم بالأرض ولم يقصد الرمية قلت: أزلجت السهم
وقد يصوب (السهم الزالج) في قول القائل بعض التصويب ما ورد في اللسان: قال أبو الهيثم: الزالج من السهام إذا رماه الرامي فقصر عن الهدف، وأصاب صخرة إصابة صلبة، فاستقل من إصابة الصخرة إياه، فقوى وأرتفع إلى القرطاس فهو لا يعد مقرطساً
٢٦ - (ص١٤٥). . . وانفسدت نياتهم
قلت: من يجد هذا الفعل في مثل هذا الكتاب دون تنبيه عليه يثق بصحته وما هو بالصحيح