يا شباب الوادي! خذوا معاني العظمة في نسقها الأعلى من
سيرة هذا العصامي العظيم
وعادت السياسة تتطلب منه جهداً غير يسير؛ فهو اليوم يتحفز لأن يخطو خطوة جديدة وله من امرأته حافز ومن طموحه حافز. . . تطلع لنكولن إلى مقعد في ذلك المؤتمر الذي كانت تمثل فيه الولايات الأمريكية جميعاً والذي كان يعقد لينظر في الشؤون العامة لتلك الولايات ومقره وشنجطون. وما كان ابراهام ليستبعد الشقة أو ليستعظم الفكرة، وقد قضى ثمانية أعوام في مجلس المقاطعة ولكن رجال حزبه وجهوا أنظارهم إلى رجل غيره من أفراد ذلك الحزب؛ وتقدم ذلك الرجل ليأخذ الطريق على ابراهام ولكنه لم يظفر بالترشيح، ورشح رجل غيره وانتخب؛ واضطر هو أن ينتظر عامين حتى جاء دوره فانتخب؛ وظل بذلك لنكولن أربعة أعوام يتطلع إلى مقعد في المؤتمر؛ ولقد آلمه وكدره أن يأخذ الطريق عليه رجلان من حزبه يراهما دونه؛ ولكن روحه الوثابة ما كانت لتعرف الملل فيما تتجه إليه من الأمور
سنحت الفرصة بعد تلك الأعوام الأربعة ولكنها أوشكت أن تفلت منه هذه المرة أيضاً لولا ما كان من مهارة زوجه ولباقتها في التأثير على رجال الحزب حتى ظفر آخر الأمر بالترشيح. ولما تم له ذلك راح يخوض المعركة وأمله في الفوز عظيم. . .
وعجب الناس أن رأوا لنكولن يومئذ يعمل على كسب التأييد بوسائل منظمة وهو الذي اعتاد من قبل أن يصدر في أعماله عما تمليه عليه المواقف في غير تدبير أو ترتيب. . . عجب الناس أن رأوه يرسم الخطط ويسدد السهام فلا تخطئ مرماها، وكأنه في هذه