للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[كتاب في الدين الإسلامي]

للأستاذ محمد بهجة البيطار

قرأت في الرسالة الغراء مقال نابغة الشام الأستاذ علي الطنطاوي في الإسلام وفهم الأصحاب والأعراب له من النبي صلى الله عليه وسلم في مجالس معدودة، وصدورهم عنه معلمين ودعاة إلى الله أيام كانت أوعية العلم الصدور لا الكتب؛ ثم وصف ما يلاقيه في عصرنا طلاب العلوم والفنون من عنت في معرفة هذا الدين السمح بعد أن صرنا نملك ألوف الألوف من كتبه، واقترح أن يؤلف كتاب في الإسلام - عقائده وعباداته وأخلاقه - يشرح فيه حديث جبريل عليه السلام الذي سال فيه النبي (ص) عن الإيمان والإسلام والإحسان بأسلوب شائق مؤثر (لا هو بالأسلوب العلمي الجامد، ولا هو بالأسلوب القصصي الخيالي) كما قال. ودعا الكتاب إلى البحث في هذا الموضوع الجليل، واقترح علي حفظه الله أن اكتب في مبحث الأيمان بالله تعالى على الأساس الإسلامي لا المذهب الكلامي (المشحون بالألفاظ المبتدعة كالجوهر والجسم والأعراض والأغراض والأبعاض والحدود والجهات وحلول الحوادث وغيرها) لينشر على صفحات الرسالة الغراء، فلبيت شاكراً للأستاذ الطنطاوي غيرته، ممهداً بوصف كتب العقائد المتداولة بين الأيدي.

كتب العقائد المتداولة

لا يخفى أن الإيمان بالله تعالى هو توحيده على الوجه الذي أثبته لنفسه في كتابه، أو ورد عن المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى في بيانه. وإذا نظرنا إلى كتب التوحيد الدراسية التي تداولتها أيدي الخواص والعوام في معظم الأمصار الإسلامية، وصارت عمدة المدرسين والدارسين في المدارس الحكومية الرسمية وفي المدارس الأهلية والمعاهد الدينية أيضاً نجدها نوعين:

١ - كتب العقائد التي وضعت على طريقة الخلف، وأولت فيها نصوص الكتاب والسنة تأويلا صرفها عن مداولاتها اللغوية والشرعية، ونفي معانيها الوجودية الثابتة، بتأويلات جاءت على خلاف الوضع والشرع.

٢ - كتب الدفاع عن الإسلام وتوحيده، واثبات أنه دين العقل والفطرة، وحاجة البشر في كل زمان ومكان، وقد انتشرت في زماننا شبه وشكوك في دين الحق لأقوام وأصناف،

<<  <  ج:
ص:  >  >>