اتجاه جديد في الحياة المصرية - أخيلة ريفية تساور الكتاب
المصريين - تاجوج المريضة في السودان - فرصة لن تضيع
- نقد الشعر على أساس وحدة البيت - قصة أدبية - شاعر
يتحدى جميع الشعراء
اتجاه جديد في الحياة المصرية
التاريخ الأدبي والعلمي لمصر يشهد بأن المصريين كانوا يعتزون بالريف كل الاعتزاز، فينتسب الأديب واللغوي والفقيه إلى بلده الذي ولد فيه بأسلوب يفصح عن ارتياحه لذلك الانتساب. وفي رجالنا العظماء من عرفوا بالنسب إلى بلادهم، بحيث صارت تلك النسبة هي العلم الأصيل، وبحيث صار الاهتداء إلى أسمائهم الأولى يحوج الباحث إلى مراجعة كتب التراجم والتاريخ
الأشموني النحوي، والشنشوري الفرضي، والباجوري الفقيه، والدميري المحيط: أمثال هؤلاء لا يعرفون بغير هذه الأنساب، وهي غاية في التعريف، وعلى مثلها يقاس في الأعلام المنسوبة إلى قرى الريف بمصر الشمالية ومصر الجنوبية
ومن غريب ما لاحظت أن النسبة إلى العواصم كانت قليلة، فلا يقال القاهري أو الفسطاطي إلا في أندر الأحايين!
ولعل السيوطي حين انتسب إلى سيوط لاحظ أن بلده ليست إلا دسكرة من دساكر الريف، وإن الانتساب إليها يميزه عن القاهريين
وأكثر من تولوا رياسة الأزهر منسوبون إلى بلادهم، من أمثال: البشري والمراغي والظواهري؛ وهذه الظاهرة أوضح من أن تحتاج إلى استقراء
ولكن، ما الذي أفدناه من الانتساب إلى قرى الريف؟
الفائدة تفوق الوصف، فقد أضفت على القرى المصرية لمحات روحية، وزادت في قيمها