كان زفاف الفاروق الميمون موسماً من مواسم الأدب والشعر، اهتمت له جميع الهيئات الرسمية وغير الرسمية، فأعدت الحفلات الحافلة، وأقامت المهرجانات الفخمة، وتبارى الشعراء والخطباء في وصف اليوم الرائع وكلهم مجيد محسن. فأقامت جمعية الشبان المسلمين حفلة شائقة افتتحها الأمير عمر طوسون بكلمة طيبة، وأقامت اللجنة الأهلية مهرجاناً رائعاً في دار الأوبرا تكلم فيه نخبة طيبة من رجال المواهب في الشعر والخطابة، وأقامت الجامعة الأزهرية حفلاً مهيباً حضره رئيس الوزراء وخطب فيه شيخ الأزهر وكثير من الأعلام، وإنما كان أروع وأفخم جميع الحفلات والمهرجانات ذلك المهرجان الكبير الذي أقامته وزارة المعارف في دار الأوبرا الملكية في الساعة الرابعة بعد ظهر يوم الاثنين الموافق ٢٤ يناير سنة ١٩٣٨م، فقد حضره مندوب جلالة الملك، وألقى وزير المعارف كلمة الافتتاح، ثم تعاقب على منصة القول حضرات الأساتذة الشعراء علي الجارم وخليل مطران ومحمد الهراوي وعلي محمود طه، والأساتذة الخطباء عباس محمود العقاد وأحمد أمين وإبراهيم المازني وعبد العزيز البشري. وقد زاد في روعة المهرجان وأفاض عليه روح الفكاهة والبهجة أن الخطباء والشعراء عُرضوا على الجمهور عرضاً مسرحياً فكاهياً ضمن صورة تاريخية مسرحية لمجالي الشعر والأدب في عصر الرشيد وضعها الأستاذ توفيق الحكيم وهي فكرة طريفة لم يسبق إبداعها في مثل هذه المناسبات، وقد صدحت فرقة الهواة الموسيقية تحت رياسة الدكتور الحفني بالأنغام العذبة الشجية في البدء والختام
متحف فلسطين
أفتتح أخيراً في بيت المقدس متحف عظيم، قد يغدو في المستقبل القريب المتحف الثاني في الشرق الأدنى من حيث أهميته الأثرية بعد متحف القاهرة، ولهذا المتحف قصة ترتبط أيضاً بذكر متحف القاهرة؛ ففي سنة ١٩٢٣ عرض المثري الأمريكي الشهير روكفلر كما نذكر، على الحكومة المصرية هبة مالية عظيمة لبناء متحف مصري عظيم، ولكن الحكومة المصرية اعتذرت من قبول هذه الهبة نظراً لما اقترن بها من شروط غير مقبولة؛ فعندئذ