للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[ملاحظات وردود على تأملات ونقود]

للأستاذ عباس محمود العقاد

كتب الأستاذ مظهر في مجلة (المقتطف) فصلا افتتاحيا ضمنه بعض (التأملات والنقود) حول موضوع كتابنا عن (الله) ثم ألحقه بتذييل عن المصطلحات والأسماء التي (لا يوافق عليها).

وفي هذا وذاك مجال للمناقشة والتعقيب من قبيل التصحيح أو التوضيح.

وهذا بعض ما رأينا نناقشه من تلك النقود والملاحظات

انتقد الأستاذ مظهر ترجمة الأنيميزم بالاستحياء وقال أن حقيقتها الفكرة الروحانية واستشهد على ذلك بمعجم من المعجمات الإنجليزية.

ونقول أن هذه المصطلحات لا يرجع فيها إلى المعجمات العامة وإنما يرجع فيها إلى معنى المذهب الذي تدل عليه

فكلمة (الأنيميزم) لها معان كثيرة تختلف باختلاف العلوم التي تدخل فيها، وهي في علم وظائف الأعضاء غيرها فيما وراء الطبيعة وغيرها في علم أصول الإنسان.

والمعنى المقصود هنا في مذهب تيلور أن الهمجي كان يؤله الأشياء والظواهر الطبيعية لأنه كان كالطفل الذي يضرب الباب إذا اصطدم به لأنه يحسبه في حكم الأحياء. ونحن لا نقول أن الطفل يضرب الباب لأنه يؤمن بالفكرة الروحية وإنما نقول إنه يضرب لأنه يؤمن بالاستحياء، أو لأنه (يستحي) الأشياء التي ليست لها حياة.

وانتقد الأستاذ مظهر ترجمتنا البوليثزم بتعديد الآلهة وقال: (هو الإشراك أو الشرك وهو اصطلاح قديم جار على الألسنة وتضمنته المؤلفات العربية من اقدم عصور البحث الفلسفي فيها).

نقول نعم. . . ولكنك لا تقول أن القبائل الهمجية كانت تؤمن بالشرك لأن الإيمان بالشرك يقتضي الإيمان قبل ذلك بوحدانية الله. ولا معنى لأن تصف إنسانا بأنه مشرك قبل أن يظهر على الكرة الأرضية دين يدعو إلى التوحيد، أو يدعو إلى الإله الواحد الذي يدعو إلى غيره أولئك (المشركون).

وفرق بين كلام الكاتب العربي عن المشركين بعد ظهور الإسلام وبين كلام المؤرخ الذي

<<  <  ج:
ص:  >  >>