منطقة من مناطق البارود في العالم، وميدان من ميادين التنافس الدولي، وأمة قامت تحاول أن ترد إلى نفسها ما أغدقته عليها الطبيعة من موارد قيمة.
نعم! هنا في إيران منطقة من مناطق البارود وميدان من ميادين التنافس الدولي، ذلك أن روسيا وإنجلترا تقفان لبعضهما بالمرصاد في هذه المنطقة وتحاول كل منهما أن تفوز بالغنيمة. وأي احتكاك بين الدولتين قد يؤدي إلى الحرب العالمية الثالثة التي بات الناس يتوقعون نشوبها بين لحظة وأخرى.
وقد روع الناس منذ أيام بنبأ اغتيال رئيس وزراء إيران على يد أحد الإيرانيين من أعضاء جمعية فدائيان إسلام، وقد كانت التهمة التي وجهت إلى رئيس الوزراء هي تعاونه مع الأجانب وتفريطه في حقوق الوطن؛ وقد تتابعت الاغتيالات حتى توقع الناس أن يسمعوا كل يوم نبأ اغتيالات جديدة؛ الأمر الذي يؤسف له أشد الأسف، فإن الاغتيالات لا يمكن أن تنصر قضية شعب مظلوم أو ترد إلى وطن ضائع حقوقه، وإنما الطريق إلى تحقيق مطالب الوطن يكون بفهم الشعب كله لقضيته وإيمانه بها وعمل جميع أفراده على تحقيقها واتحاد كلمتهم.
وكذلك استرعى انتباه الناس أمر لا يقل خطورة عن الأمر الأول، وهو أن البرلمان الإيراني قرر تأميم البترول الإيراني. وقد ثارت إنجلترا لهذين الأمرين، ولعل الأمر الثاني كان السبب لثورتها واهتمامها. وقد أمرت ثلاث قطع من بوارجها بدخول الخليج الفارسي للمحافظة على أرواح رعاياها وأموالهم، وأنذرت حكومة إيران بالويل والثبور وعظائم الأمور إن هي سارعت إلى مشروع التأميم.
وطلعت على الناس جريدة الإيكونومست تقول:(على إنجلترا أن تأمر بوارجها بدخول الخليج الفارسي لأن الشعوب الإسلامية لا تخاف إلا بالقوة) كأن المسلمين قوم قد فرض عليهم الذل وفرضت عليهم العبودية، وكأن إنجلترا قد فرضت نفسها سيدة لهم بل وللناس جميعا، أو كأن البرلمان الإيراني قد قرر تأميم البترول في بريطانيا ذاتها!
هذا من ناحية إنجلترا؛ أما روسيا فقد حشدت قواتها على الحدود الإيرانية وبذلك أصبح