للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[شعر مختار]

. . . وبقيت وحدي

للأستاذ إبراهيم محمد نجا

كان الضياء السمح يمرح بين أغصان النخيل

وأنا أسير مرنح الأشواق من خمر الأصيل

متلفعاً بالنور آونة، وبالظل الظليل. . .

وكما أتى، ذهب الأصيل، كأنه نغم جميل

فتسلق النور الذرى مترقباً وقت الرحيل

حتى إذا وفد المغيب طواه في صمت جليل

فمضيت لا أدري لأية غاية، ولأي قصد!

فلقد مضى عني الأصيل بنوره. . وبقيت وحدي

وأتى المساء، وهللت روحي لأسرار المساء

ومضت تهيم، وملؤها ظمأ إلى نبع الخفاء

مسحورة بالصمت يرسل لحنه ناي الفضاء

مسحورة بالغيب يدعوها ويمعن في الدعاء

حتى إذا انتفضت وكاد السر يدركه الرجاء

ذهب المساء كأنما ارتفعت به أيدي السماء

فمضيت لا أدري لأية غاية، ولأي قصد!

فلقد مضى عني المساء بسره. . وبقيت وحدي

ولكم بدا ما أرتجيه، وكم توارى بالحجاب

ولكم أتى ما أشتهيه، وآب مبكي الإياب

حتى الذين نسيت عند لقائهم ذكرى عذابي

صحبي، ولم أعرف أعز من الحياة سوى الصحاب

ذهبوا كما ذهبت أماني النفس في فجر الشباب

وبقيت أحيا بعدهم مثل المحير في الضباب

<<  <  ج:
ص:  >  >>