علماء الجامعة في عصرها الأول - فليتاس القوصي - زنودوتس - زيارة ميناندر الأثيني وافتتاح مسرح الإسكندرية - اكتشاف فيلون للبحر الأبيض الجنوبي - دراسة مانيتو وتيموثيوس وهيكتاتس للعقائد المصرية القديمة - اقليدس وهيروفيلوس - سوتر يكلف بالدراسة والتصنيف آخر الأمر - قيمة كتاباته - الفن - أخذ الإيطاليين عن الإسكندريين.
يميل الباحثون الألمان إلى نسبة هذه الجمهرة من العلماء إلى بطليموس الأول المعروف باسم بطليموس سوتر، وهو الذي يعتبره (سسميل) صاحب الفضل الأوفى في خلق حركة فكرية أدبية علمية في الإسكندرية قام هو بحمايتها، وترأس مجالسها، وأصغى إلى المناقشات الشديدة الاحتدام التي خلت في بعض الأحايين من الفائدة العلمية، فأصبح جدلاً شخصياً لا طائل تحته.
عهد بطليموس سوتر بتربية ابنه (فيلادلف) إلى عالم ذاع صيته في ذلك العصر هو فليتاس القوصي، وهو شاعر ينسب إليه أول مجهود أدبي عرفته الإسكندرية في الشعر الرثائي، بل أول مجهود عرفه العالم أجمع من هذا النوع من الشعر، وهو إلى هذا من أشهر علماء اللغة الإغريقية الذين صنفوا فيها، ووضعوا لها موسوعة كبرى حوت كل مصطلحاتها.
هذا وقد تابع زنودوتس البيزنطي التأليف والتصنيف في قواعد الإغريقية، وقام بجهد يشكر في مراجعة مخلفات (هوميروس).
ويحتمل أن يكون بطليموس سوتر هو المؤسس لمسرح الإسكندرية، وأن تكون دعوته (لميناندر الأثيني) بقصد حضور حفلة افتتاح المسرح الكبير وشهود بعض رواياته التي وضعها في أثينا تمثل في الإسكندرية؛ وقد كانت زيارة ميناندر للإسكندرية تطويقاً لجيد الجامعة بأثمن درر العصر، واعترافاً بالمكانة الناشئة والنجاح الظاهر الذي صحب جهود البطالسة الأوائل في توفير جو علمي من الطراز الأول لمدينتهم الجديدة.
ووكل سوتر إلى أمير البحر (فيلون) أمر التجوال في البحر الأحمر قصد الوصول إلى أطرافه الجنوبية؛ وقد وفق هذا إلى اكتشاف البحر الأحمر الجنوبي، وكان لهذا الاكتشاف أثره في عصر بطليموس فيلادلف ومن خلفه في التجارة وفي تزويد الجامعة بأبحاث