نشرت إحدى الصحف الأسبوعية لمراسلها من براغ، أن اللغة العامية المصرية وغيرها من اللغات العامية بالأقطار العربية تدرس في كثير من جامعات العالم وفي براغ، كما تدرس فيها اللغة العربية (الكلاسيكية) واسترعى انتباهي ما قصد إليه الكاتب من تعظيم شأن العامية على حساب الفصحى. . وخاصة قوله:
(ويعتقد كثير من إعلام المستشرقين الأوربيين أن اللغة الدارجة المصرية سوف تكتسح اللغة الفصحى وتحل محتها يومياً ما فتصدر الصحف وتطبع الكتب باللغة الدارجة التي يتكلمها الشعب وتبسط الكتب الدراسية وتنال اللغة العربية نفس نصيب اللغة اللاتينية وحظها بعد أن تفرعت عنها اللغات الإيطالية والفرنسية والأسبانية والبرتغالية).
وأنبه أولاً على أن هذا الكلام من (براغ) عاصمة تشيكسلوفكيا أو العاصمة الصهيونية الثانية بعد تل أبيب. . . كأن لم يكفها إمداد اليهود في فلسطين بالأسلحة والعتاد الحربي لمحاربة العرب، فأراد دعاة الصهيونية هناك أن يصوبوا سهماً إلى لغة العرب الجامعة بينهم، لتحقق أحلامهم في تفريق العرب، فهذا حلم يبدوا لهم جميلاً، وأي شئ أجمل لديهم
من أن تتهزم العربية وتتقهقر لتحل محلها اللغات العامية، ولكل شعب من الشعوب العربية
عاميته، فيصدر بها الصحف ويؤلف الكتب، فتنال اللغة العربية نصيب اللغة اللاتينية، وتنحل
رابطة اللغة بين أقطار العرب؟. . .
وذلك من غير شك سهم طائش، وليس هذا أول كلام قيل في هذا الموضوع، فقد سبقته محاولات خائبة، تتحد معه في الغاية والمرمى، وإن كان لكل منها مصدره وباعثه. . . فالغاية أن تنمحي اللغة العربية وتتفرع عنها لغات كالإيطالية والفرنسية. . . الخ، والبواعث شتى، فمن أعجمي لا يبين، ومن عامي يريد أن يكون شيئاً، ومن متظاهر بالتقدمية
الحمقاء، ومن شاعر في أحشائه بلذعة الفلفل من العروبة. . . فيتبرد مرة بالفرعونية،