وحجة كامبل في ذلك اكتشافه مخطوطات قديمة ورد فيها ذكر (فنّ) و (أوشان) وغيرهما من الأسماء الواردة في منظومات مكفرسن، مما يدل على أن هذه الأسماء كانت، على الأقل، شائعة معروفة في اسكتلندا وايرلندا الشمالية قبل مجيء مكفرسن. فلا يبعد أن يكون مكفرسن قد اطلع على هذه المخطوطات فأغرم بحوادثها التاريخية وافتتن؛ فعلق بذهنه ما علق وتأثر بأسلوبها الشعري واقتبس منها بعض الشيء فظهر أثر ذلك في تلك المنظومات التي ادعى أنها مترجمة.
وكامبل لا يجحد لمكفرسن فضله في جميع هذه الآثار المتفرقة وترتيبها وتدوينها حتى ظهرت بذلك الشكل الفني الرائع، إذ لولاه لعبث الزمان بهذه الآثار الخالدة عبثه بغيرها من القصائد التي تروى على ألسنة العامة، وخاصة أهل الأرياف، وسكان الصحراء.
ولا يقف كامبل عند هذا الحد في الرد على جونسن، بل يرى أنه من النادر أن تلقى واحداً من سكان ايرلندا الشمالية لم يسمع قط بالأسماء التي وردت في قصائد مكفرسن؛ وأن هذه الأسماء هي في الحقيقة محور عدد غير يسير من القصص العامية التي يتلوها الأمهات على أطفالهن حول المواقد في ليالي الشتاء الباردة.
ويصرف كامبل جونسن، ويعود إلى مناقشة الآراء السخيفة التي يتمسك بها أنصار مكفرسن، وخاصة بروفيسور أوكري ' فهذا وغيره من أنصار مكفرسن يرون أن (أوشان) وغيره من الأبطال شخصيات تاريخية حقيقية، وأنهم ايرلنديو النسب؛ نشأوا في القرن الثالث قبل المسيح؛ وأن (فنّ) يرجع في نسبه إلى نحو ١١٠ ق. م. وأن اسم ورد في قصيدة نظمت سنة ١٠٢٤، وضمنت كتاب باليموت سنة ١٣٩١. أقول إن كامبل يرد على ذلك رداً عنيفاً مبيناً تناقض الروايات المختلفة واضطرابها في تحديد نسب هؤلاء الأبطال وتبيان التاريخ الصحيح لنشأتهم. فبعض أنصار مكفرسن - ومعظمهم ايرلنديون -