للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

مؤتمر الكتاب السوفييت

وسير الأدب الروسي الحديث

عقد أخيراً مؤتمر الكتاب السوفيتيين (الروسيين البلاشفة) في موسكو، فشهده زهاء ستمائة كاتب من مختلف الجمهوريات السوفيتية مثل: اليوكرين، والقوقاز، وبلاد الكرج، والتركمان، والغرغيز، ثم روسيا ذاتها؛ وهم يمثلون اثنتين وخمسين أمة مختلفة هي أمم الاتحاد السوفيتي، واثنتين وخمسين لغة وآداباً مختلفة؛ وشهده أيضاً جمهور كبير من كتاب الأمم الأخرى والصحفيين من مختلف البلدان؛ وألقى أعلام الأدب الروسي المعاصر مثل جوركي، وبوخارين، وإيفانوف، وبابل، وايرنبورج، واسكندر تولستوي، خطباً إضافية في وصف الروح الجديدة التي تسيطر على التفكير الروسي، وهي روح الحقيقة الاشتراكية.

وخطب في جمهور الشباب الذين شهدوا المؤتمر الكاتب الفنان أوليخا، فتساءل عن الجيل الروسي الجديد ما هو؟ وماذا يغلب في توجيهه، أهي للعاطفة أم للعقل؟ وهل هو حساس يفيض حناناً ودمعاً؟ وماذا يشعر نحو المجتمع الاشتراكي الذي خلقه ورعاه؟ وكان من المناظر الشائقة أن خطبت صبية سيبيرية في الرابعة عشرة من عمرها؛ فتحدثت عن أماني الشباب نحو الأدب، وطالبت الكتاب الروس بمضاعفة نشاطهم في إخراج الكتب التي يحتاج إليها الشباب، ثم نوهت بما يلاقي الأطفال من رعاية في روسيا، وبأنهم ينعمون بما لا ينعم به الأطفال في أي بلاد أخرى من بلاد العالم.

وقد ساد في المؤتمر على ما يصفه كاتب مشاهد، جو من الحرية والصراحة والإخلاص قلما يبدو في المؤتمرات العامة، وألقيت فيه الآراء المضمرة والظاهرة بحرية لم يحدها شئ، ولم يحجم الكتاب الضيوف عن إبداء آرائهم بمنتهى الصراحة؛ وتولى الرد عليهم أقطاب التفكير البلشفي مثل بوخارين وكارل رادك؛ وكان الجدل برغم احتدامه يطبعه كثير من الصراحة والولاء.

ونقول بهذه المناسبة إن الفن والآداب الروسية لم تتأثر بالموجة البلشفية الهدامة بل ازدهرت في عهد الحكم السوفيتي، وعنى البلاشفة دائماً برعايتها وتشجيعها. ذلك لأن أقطاب البلاشفة كانوا كتاباً وأدباء قبل كل شئ. والاشتراكية تقوم على توجيه الفكر وتغذيته

<<  <  ج:
ص:  >  >>