(لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها وما في بدني شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة، وهأنذا أموت على فراشي كما يموت البعير! فلا نامت أعين الجبناء)
خالد بن الوليد
٥ - أسلوب القتال:
من الخطأ القول بأن ليس للعرب أسلوب في القتال قبل الإسلام. فان من تتبع أخبارهم في الجاهلية اتضح له أن للقوم مبادئ يسيرون عليها في قتالهم، وكانت هذه المبادئ ملائمة لاستعمال سلاحهم ومنطبقة على البيئة التي يقاتلون فيها.
أجل، إن العرب لم تقاتل بالجموع التي يقاتل بها الفرس أو الروم الذين كانت جيوشهم كبيرة قد تربو على المائة ألف في بعض المعارك. وجيش بهذه القوة يحتاج إلى تنظيم لسوقه قبل المعركة وتعبئته فيها. فجيش بهذه القوة يحتاج إلى تنظيم لسوقه قبل المعركة وتعبئته فيها. فجيش أولئك الأعاجم كان ينقسم إلى راجلين وفرسان والى طاعنين وضاربين ورماة. وكانت الفيلة عند الفرس والعجلات الحربية عند الروم، تقوم مقام الأسلحة الثقيلة كالدبابات والمدافع الضخمة في يومنا هذا.
فنظام القتال عند اليونان كان مستنداً إلى (الفيلق)(الفلانكس) وهو وحدة تعبوية يبلغ متوسط قوتها (٤٠٠٠) مقاتل، يصطف الجنود فيها على ستة عشر صفاً طول كل صف (٢٥٦) مقاتلاً. والجنود في (الفيلق)(الفلانكس) من المشاة مسلحون بالرمح والسيف والحربة والمغفر والدرع والترس. ويتكون من (الفيلق) القلب ويقف في الخط الثاني الذي يسبقه الخط الأول المؤلف من الرماة ويليه الخط الثالث. وتقف الخيالة في الميمة والميسرة لحماية الجانب.
ويتألف الجيش عادة من أربعة فيالق (فلانكسات) متى تيسرت القوة فيه. فتقف الفيالق