منذ ثمانية أعوام نشرت الرسالة الزاهرة مقالاً لأحد الأطباء محبذاً عدم ختان البنات، مبيناً ضرر هذه العادة في نظره نافياً أنها من الإسلام أو أن لها أصلاً دينياً وقد عقب على المقال أحد الفضلاء مؤيداً تعقيبه بأحاديث نبوية وآراء الأئمة والفقهاء، ولم تنته هذه المشكلة إلى ناحية ترتاح لها النفوس في ذلك الحين.
وقد تجددت هذه المشكلة في أيامنا هذه، وقامت مجلة (الدكتور) باستطلاع آراء بعض الأطباء وجمعت أقوالهم في ملحق خاص مع عدد شهر مايو سنة ١٩٥١ وكلهم قد أيد عدم ختان البنات، بل إن بعضهم قد أظهر مدى ضرر هذه العادة في كثير من الحالات. . .
واستكمالاً لهذا البحث قامت مجلة (لواء الإسلام) مشكورة باستطلاع آراء كبار العلماء من رجال الأزهر في هذا الموضوع الخطير وكلهم كان له القدح المعلى في هذا الشأن بإظهار أن هذه العادة إسلامية بحتة، وقد أتى بحكم نفيسة على مشروعيتها ترتاح لها النفوس وتنشرح لها الصدور!
قال فضيلة المفتي (إن ختان الأنثى من شعار الإسلام وردت به السنة النبوية واتفقت كلمة فقهاء المسلمين وأئمتهم على مشروعيته، ومع اختلافهم في كونه واجباً أو سنة فإننا نختار للفتوى القول بسنته، ومع اختلافهم في كونه واجباً أو سنة فإننا نختار للفتوى القول بسنته لترجح سنده ووضوح وجهته والحكمة في مشروعية ما فيه من تلطيف الميل الجنسي في المرأة والاتجاه به إلى الاعتدال المحمود. . . إلى أن قال: أما آراء الأطباء مما نشر في مجلة الدكتور وغيرها من مضار ختان الأنثى فإنها آراء فردية لا نستند إلى أساس علمي متفق عليه، ولم تصبح نظرية علمية مقررة، وهم معترفون بأنه للآن لم يحصل اختبار للنساء المختلفات، وأن نسبة الإصابة بالسرطان في المختتنين من الرجال أقل منها في غير المختتنين.
وبعض هؤلاء الأطباء يرمي بصراحة إلى أن يعهد بعملية ختان الأنثى إلى الأطباء دون الخاتنات الجاهلات حتى تكون العملية سليمة مأمونة العواقب الصحية. . . إلى أن قال في ختام الفتوى وقد علمتنا التجارب أن الحوادث على طول الزمن تظهر لنا ما قد يخفى علينا