كان اليونان إذن مهددين في عام٤٨٠ ق. م إذ علموا أن أجرزسيس سير جيشه الجرار من قلب آسيا الصغرى وأسطوله الضخم محاذياً السواحل الآسيوية والأوربية المحيطة بمضيق الهيلليسبونت لغزو بلاد اليونان، طامعاً في أن يقوم بما لم يستطع أن يقوم به أبوه من قبل وهو الانتقام من أثينا بل وإخضاع بلاد اليونان عامة، فما كان عقله يصدق أن بلاداً صغيرة كبلاد اليونان تجرؤ على أن تقف في وجه أعظم عاهل على وجه البسيطة حينذاك وهي على ما هي عليه من فرقة وانقسام وتباين واختلاف.
وقد اختلف المؤرخون القدماء والمحدثون في تقدير عدد الجيوش الفارسية واليونانية، ولكنهم إن اختلفوا في هذا التقدير نجدهم يجمعون على أن جيش أجرزسيس كان عظيم العدد جداً، وعلى أن جيش اليونان كان دونه بكثير.
جاء الفرس بهذه الجيوش الضخمة ووصلوا إلى شمال بلاد اليونان بعد أن عبروا ما عبروا من بحار، وجابوا ما جابوا من سهول ووديان، وتسلقوا ما تسلقوا من تلال وجبال، وهم واثقون كل الثقة أنهم لا بد غالبون هذا الشعب بل هذه الشعوب الإغريقية المختلفة على أمرها مقامرين على انقسام اليونان وضعف اليونان وفقر اليونان، وقد غاب عنهم أن اليونان كانوا يعرفون بلادهم تمام المعرفة ويثقون بقوادهم الذين سيقودونهم إلى النصر لأنهم يدافعون عن أعز شيء في الحياة وهو الحرية والاستقلال.
وكان تيموستوكل على علم بحركات الفرس كلها. لذلك أعد بلاده خير إعداد، وجهزها بما كانت تحتاج إليه من وسائل الدفاع كبناء الأسوار والجدران، ومن وسائل الهجوم كالسفن التي عمل على بنايتها لتكوين الأسطول مما جعله يصمد أمام الأعداء ولا يتزعزع أمام هذه الغزوة الجريئة.
ويعمل اليونان على توحيد الصفوف والاستعداد لملاقاة الأعداء فيعتدون مؤتمراً هو مؤتمر