التعبير في الفن للتصوير والتأثير. التصوير للتجربة الشعورية التي مرت بالفنان، والتأثير في شعور الآخرين بنقل هذه التجربة إلى نفوسهم في صورة موحية مثيرة لانفعالهم، وهذه هي غاية العمل الأدبي.
ولما كان العمل الأدبي مؤلفاً من عنصرين هما التجربة الشعورية والتعبير عن هذه التجربة، فإن مواضع النقد الأدبي تنحصر في هذين العنصرين.
ولكن التجربة الشعورية لا تبدو لنا - في العمل الأدبي - إلا من خلال التعبير. فهو وسيلتنا الوحيدة لإدراك هذه التجربة التي مرت بالأديب فحركته للتعبير عنها. وإذا نحن فقدنا هذه الوسيلة لم نستطع بحال أن ندرك ما جاش بنفسه، ولا نوع إحساسه به، ولا درجة انفعاله كذلك.
ومن هنا يستمد التعبير قيمته في النقد. فليس هو ألفاظاً وعبارات؛ ولكنه العمل الأدبي كاملا باعتبار ما يصوره من التجارب الشعورية.
وهذا التعبير يدل على التجربة الشعورية بخصائص ثلاث مجتمعة وهي:
١ - الدلالة اللغوية للألفاظ والعبارات.
٢ - الإيقاع الموسيقي للكلمات والتراكيب.
٣ - الصور والظلال التي يخلعها التعبير من خلال الكلمات والعبارات.
ونزيد خاصة أخرى مشتركة بين الشعور والتعبير تدل على طبيعة التجربة الشعورية ونوعها ودرجتها وعلى سمة الأديب التعبيرية أيضاً. هذه الخاصية هي طريقة التناول أو طريقة السير في الموضوع أو ما نسميه الأسلوب.
ومعروف أن لكل أديب أسلوبه المعين. وكثيرا ما يطلق بعضهم الأسلوب على العبارة اللفظية، ولكنه في الحقيقة اشمل، فهو طريقة الإحساس بالموضوع والسير فيه وطريقة تنسيق العبارات واختيار الألفاظ.