وبلغت الثروة الفنية في النحت الهندي مبلغاً عظيماً من الكثرة والاتقان، وذلك بالنظر إلى ما بقي منها من المعابد والمباني الأثرية الكثيرة التي كان الدافع إلى تشييدها الرغبة الأكيدة في خدمة العقيدة الدينية
وقد انقسمت منحوتات الهنود إلى قسمين أولهما النحت نصف البارز الذي بلغ حيناً درجة التجسم الكامل لولا التصاقه بالأرضية الموجودة تحته، وثانيهما النحت الكامل المعروف بالتماثيل
ولما كانت المنحوتات والتماثيل قد أنشئت للمعابد وما إليها بقصد تنسيقها وتجميلها، فإن معرفة تطور النحت الهندي معرفة صحيحة تكاد تكون غير ممكنة بالنظر إلى السبب السابق التنويه به في المقال الأول
وقد شملت المنحوتات والتماثيل المناظر الخيالية والدينية، ولكنها كانت في جوهرها بعيدة عن الاقتباس من الطبيعة. ثم حاول الفنان الهندي أن يصور الحقيقة في منحوتاته فسار متجها إلى المناظر الحربية، وإلى مناظر حياة بوذا في منحوتات نصف بارزة وجدت في توبا سانتشي
أما بقية المنحوتات البوذية بوجه عام فكانت دينية وقصصية نحتت على الحوائط الداخلية والخارجية للمعابد، وكان من بينها ما تم عمله بحالة فائقة من الدقة التي تدعو للإعجاب. وقد بلغ ارتفاع بعض التماثيل حوالي ثلاثين متراً وهذا ارتفاع هائل شابهوا فيه المصريين بعض الشبه
وسار النحت البراهمي نحو القصة والدين، إلا أنه كان أكثر تعمقاً وأبعد خيالاً؛ فأظهر لنا في وضوح حياة الآلهة والأبطال فضلا عن بعض مناظر لحيوانات خرافية ولراقصات