منذ أيام قلائل بيعت في باريس مكتبة لوي بارنو المؤرخ والسياسي الفرنسي الكبير الذي قتل في أكتوبر الماضي إلى جانب الملك اسكندر السربي؛ وكان بارنو من م أعظم هواة المكتب والتحف الأدبية، وقد قضى حياته وأنفق ثروته كلها في اقتناء نفائس التحف والكتب الأدبية، وجمع منها مكتبة عظيمة كانت من أشهر مكاتب فرنسا الخاصة. وقد أوصى بارتو بمكتبته النفيسة قبل وفاته إلى الأكاديمية الفرنسية التي كان عضواً فيها؛ وقررت الأكاديمية أن تعرضها للبيع بالمزاد؛ ووقع هذا البيع أخيراً؛ وكانت أيام البيع من أيام باريس المشهودة لما لهذه المكتبة العظيمة من شهرة ذائعة. وكتبت جميع الصحف الفرنسية عن مكتبة بارتو وعن تبدد هذا التراث البديع الذي أنفق فيه المفكر الكبير حياة بأسرها. ومما احتوته هذه المكتبة الفريدة مجموعات نفيسة من الطبعات الأولى لأشهر الكتب الفرنسية منذ القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر، ومنها مؤلفات لمونتاني ورونسار وبوالو وبوسيويه وفنيلون وموليير وغيرهم؛ ثم مجموعات نفيسة لبلزاك وبودلير، وجوتييه وموسيه وسانت بيف وهوجو وغيرهم. ومن التحف رسائل بخط نابليون بونابرت وتوقيعه، وكتب عديدة عليها شعار الإمبراطور، ونسخة خطية من معاهدة الصلح (فرساي) موقعاً عليها من لويد جورج وفوش وكليمنصو. وقد حققت مكتبة بارنو من البيع مئات الألوف من الفرنكات؛ ومما يذكر أن نسخة من ديوان بولدير المشهور (فلير دي مال) بيعت بمبلغ سبعة وخمسين ألف فرنك، بينما بيعت مخطوطات معاهدة فرساي بواحد وأربعين ألف فرنك، وهكذا بددت مكتبة لوي بارتو بين أيدي الهواة؛ وهذا مصير معظم المجموعات والذخائر الخاصة
السياحة على طريقة العصور الوسطى
تطورت وسائل الدرس والسياحة في عصرنا، واستطاع العامل أن يسخر البحر والهواء، وغدا الطواف حول العالم أيسر الأمور. ولكن ما زال يوجد من الرحل والباحثين في عصرنا من يفضل الطواف على طريقة السائح الهروي وابن بطوطة وماركوبولو وغيرهم من أكابر الرحلة في العصور الوسطى. فمنذ عامين فكر ضابطان بحريان فرنسيان هما