[من غزل الملوك]
للأستاذ عبد الله مخلص
كنتُ أعددت بعض فصول من كتاب باسم (العاطفة عند العرب) وبينها فصل عنوانه سلطان الحب وحب السلاطين فرأيت أن أنقل شيئاً منه لقراء الرسالة ترويحاً عن نفوسهم المكروبة في هذه الأيام السود. قال سليمان بن الحكم المرواني الملقب بالمستعين وهو من بني أمية:
عجباً يهاب الليث حدّ سناني ... وأهاب سحر فواتر الأجفان
وأقارع الأهوال لا متهيّباً ... منها سوى الإعراض والهجران
وتملكت نفسي ثلاث كالدمى ... زُهر الوجود نواعم الأبدان
ككواكب الظلماء لحن لناظر ... مْن فوق أغصان على كثبان
حكّمت فيهن السلو إلى الصبا ... فقضى بسلطان على سلطاني
فأبحن من قلبي الحمى وتركنني ... في عز ملكي كالأسير العاني
لا تعذلوا مَلكاً تذلّل للهوى ... ذلّ الهوى عزّ وملك ثاني
ما ضر أني عبدهن صبابة ... وبنو الزمان وهن من عبداني
إن لم أطع فيهن سلطان الهوى ... كلفاً بهنّ فلستُ من مرّان
وقال الخليفة هارون الرشيد العباسي يرثي جاريته هيلانة:
فارقت عيشي حين فارقتها ... فما أبالي كيفما كانا
كانت هي الدنيا فلما ثوت ... في قبرها فارقت دنيانا
قد كثر الناس ولكنّني ... لست أرى بعدك إنسانا
وكان للخليفة المأمون العباسي جارية بارعة الجمال ظريفة حاذقة بالغناء ونظم الشعر تدعى عريب وقد كان اشتراها من أخيه المعتصم بمائة ألف دينار ثم أعتقها، وكان المأمون شديد الكلف عظيم الشغف بها فقال مداعباً لها:
أنا المأمون والملك الهمام ... على أنى بحبّك مستهام
أترضي أن أموت عليك وجداً ... ويبقى الناس ليس لهم إمام
فقالت يا أمير المؤمنين والدك أعشق منك حيث قال: