(أية قطعة من الخليقة هو الإنسان؟ كم هو عظيم في عقله وليس بمحدود في ملكاته؟ وكم هو رائع وسريع في صورته وحركته؟ وكم هو كالملاك في عمله وكالإله في فهمه؟ إنه جمال العالم وتاج الحيوان!!)
شكسبير - هملت.
(على التربية اليوم أن تصلح الأخطاء التي فشلت السياسة في إصلاحها، وأن تخدم قضية الديموقراطية أفضل خدمة).
,
عرضت عليك في المقال السابق ألواناً من أغراض التربية وصوراً، وأشرت إلى دقة الموضوع وصعوبته، ثم تركته مفتوحاً لرجال التربية في الشرق كيما يدلي كل منهم فيه برأيه الخاص؛ وأعود اليوم فأجول بك في (الحياة المثلى) ما دمنا نريد من التربية أن تعدنا لمثل تلك الحياة. . .
ولكن ترى ماذا عسى أن تكون هذه (الحياة المثلى) لذلك (الإنسان العظيم) الذي تصوره شكسبير؟؟ وأي علم من العلوم، أو فن من الفنون، يصلح للخوض في ذلك الموضوع غير الفلسفة والشعر؟؟ ومن أين تستمد التربية هذه الحياة إذا هي لم تستمدها من الفلسفة والشعر؟؟
الحق أن الناس قد اختلفوا وما زالوا يختلفون في تصورهم للحياة، وأن الفلاسفة والشعراء قد تباينوا تباينا عظيما فيما قد رسموه لها من (مثل عليا) دافعوا عنها ودعوا الناس إليها! وأنت ترى بعد ذلك أن الموضوع خطير كل الخطورة ما دامت حياتنا هنا واحدة لا عودة لها ولا تكرار!