للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الحلف العربي]

وقضيتا فلسطين وسورية

للأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني

منذ بضعة أسابيع نشرت لي مجلة (المكشوف) البيروتية في عددها الممتاز كلمة عن الوحدة العربية بينت فيها ما يتيسر من ذلك في الوقت الحاضر، وهو أن يكوّن الأمم العربية - أو التي لغتها العربية - فيما بينها حلفاً قوياً وطيد الدعائم يوحد نظم التعليم العام، ويزيل الحواجز الجمركية، ويلغي الجوازات، وينظم التبادل التجاري، ويوثق الروابط الاقتصادية، ويوحد النظام العسكري، ويعين على إنصاف الأمم العربية التي لم تفز إلى الآن بحقها في الحياة الحرة مثل: تونس والجزائر ومراكش، ويجعل من هذه البلاد كلها كتلة واحدة وصفاً متراصاً متعاوناً للدفاع عن وجودها وصون مصالحها والذياد عن كيانها. وقلت: إن هذا مطلب ليس فيه شطط، فإنا نرى فرنسا وبريطانيا تسعيان لمحالفة الروسيا الشيوعية على الرغم مما بين الدول الثلاث من تفاوت في الأصول واللغة والنظم الاجتماعية والسياسية والأغراض والمصالح والمواقع الجغرافية

وقد نقلت جريدة البلاد البغدادية هذا المقال، وعقبت عليه بقولها: إن الحلف الذي أدعو إليه قد فكر فيه العراق (وأوجد مشروعه فعقد معاهدته مع المملكة العربية السعودية ودخلت فيه مملكة اليمن، وبابه مفتوح لدخول كل دولة عربية أخرى)

وأنا أعرف ذلك وما نسيته ولا أُنسيته يوم كتبت كلمتي إلي المكشوف. وقد كنت في بغداد لما كانت المفاوضة دائرة بين العراق والمملكة السعودية لعقد هذا الحلف، وقبيل الأوبة إلى مصر بشرنا السيد يوسف يسن مندوب الدولة السعودية، والمرحوم يسن باشا الهاشمي رئيس الوزارة العراقية يومئذ، بأن الاتفاق تم ولم يبق إلا التوقيع، فكان هذا أعظم ما سرنا وخير ما عدنا به من بغداد

ومازال الحلف قائماً ولا شك في فائدته للدول الداخلة فيه ولكني لا أعلم أن الفائدة تجاوزت هذا النطاق المحدود. وإذا كانت العراق واليمن والمملكة العربية السعودية قد تعاونت على السعي لإنصاف فلسطين فقد اشتركت معها في ذلك مصر وهي غير داخلة في الحلف، وقد كسبت هذه الدول الأربع لفلسطين العدول عن الوطن القومي وحصر الهجرة اليهودية إليها

<<  <  ج:
ص:  >  >>