للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المشكلات]

٢ - اللغة العربية

للأستاذ محمد عرفة

لماذا أخفقنا في تعليمها؟ - كيف نعلمها؟

بينا في مقالنا السابق جهود رجال العلم والتربية في سبيل إصلاح تعليم اللغة العربية، تلك الجهود التي إن أخطئها التوفيق فلن يخطئها أن تكون حقيقة بالشكر وعرفان الجميل

إن هذه الجهود المختلفة دليل على عنايتهم باللغة العربية، وحرصهم عليها، ومعرفتهم بقدرها، ودليل على أنهم يحبون شباب هذه الأمة، ويودون أن يسهلوا عليهم ما صعب، ويقربوا إليهم ما بعد، وأن يسهروا ليناموا، وأن ينصبوا لهم ليجدوا السعادة والراحة

وهذا وحده جهد مشكور، وصنيع غير مكفور، جدير بالإجلال والتعظيم، سواء أوفقوا فيما حاولوا أم لم يوفقوا.

ورب قائل يقول: لقد وضعت أن المعاهد في مصر أخفقت في تعليم اللغة العربية، وأخذتها مقدمة مسلمة، وكانت بحاجة إلى أن تقيم عليها الدليل، فلعلها لم تخفق في تعليم اللغة، ولعلها نجحت أعظم النجاح، ولعل ما هو مشهور بين رجال التعليم من أنها أخفقت في هذه المهمة - من القضايا التي اشتهرت لغرض من الأغراض، فإذا نقدت تبين خطؤها. فلسنا نسايرك حتى تقيم الدليل على هذا الإخفاق

وأقول إني أوافق هذا القائل أنه لابد من أن يقام الدليل على هذه المقدمة، ولا يصح أن تترك دون بيان

إن المرء يكون قد أتقن لغة ما إذا كان يتكلم ويقرأ ويكتب بهذه اللغة، جارياً على قواعدها، مراعياً قوانينها، لا يلحن فيها ولا يخطئ، وأن المدرسة تكون قد نجحت في تعليم اللغة إذا كان الذين تخرجوا فيها جميعهم أو أكثرهم على هذه الصفة، فهل من تخرجوا في مدارسنا كذلك!

أما الكلام باللغة العربية فلا تكاد تجد أحداً يتكلم بها، فالشعب كله يصطنع في التفاهم والتخاطب اللغة العامية، وليس من الناس من يصطنع اللغة العربية إلا في الندرة وعلى سبيل الشذوذ، حتى أن دروس اللغة العربية تلقى بالعامية، فقد دخلت العامية على العربية

<<  <  ج:
ص:  >  >>