للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

ترجمة نفسية تحليلية

٣ - هو ذا تاريخ إنسان. . .!

للأستاذ خليل هنداوي

(ومع ذلك فكيف لي أن أكتب عن جبران من غير أن أذكر نفسي وقد كان بيننا من القرابة ما كان؟) ميخائيل نعيمة

(الناقد الفنان يترك أثراً من نفسه في شخصية من يحلله، لأنه يحلل بنفسه ويفهم بنفسه

(درسوا جبران في غضون الكتاب، ولم يدرسوا (نعيمة) وإنما في الكتاب وجهان متلاصقان في ناحية مفترقان في ناحية، لا يفترقان في ناحية إلا ليجتمعا، ولا يجتمعان إلا ليفترقا. . .)

(خ. هـ)

- ٢ -

وجه ميخائيل نعيمة

لنعيمة - في كتاب جبران خليل جبران - وجه بادي الملامح مستقل النزعة، يجب أن نفتش عنه كما نفتش عن وجه جبران؛ ولا يكمل أحدهما إلا بالآخر. ففيه نعيمة الإنساني ونعيمة الشاعر، ونعيمة المصور، ونعيمة الناقد. لأنه ليس من أولئك الناقدين الجافين الذين يعجزون عن تمثيل شخصياتهم فيما يكتبون وفي أي نوع كتبوا؛ ونعيمة صاحب فلسفة يعمل لها وصاحب مذهب اجتماعي يدور حوله ويؤمن به كل الإيمان. قد أخذ جبران مثلاً له، وألف من حياته رواية نفسية لفتى استحوذ عليه القلق، وألم بخيوط تلك الحياة وحاكها بفلسفته الإنسانية، وبلغ به ما شاء أن يبلغه الفن الذي يترجمه صاحبه والناس إلى قوة تنشط بهم من عقالات المعيشة المحدودة إلى المعيشة التي لا تحد. . .

فلسفة نعيمة الإنساني

تكاد تطغى على كل تعاليمه موجة الإنسانية التي لا تقيم بين بني الإنسان حدوداً وفواصل.

<<  <  ج:
ص:  >  >>