[طرائف وقصص]
عروس البحر
للشاعر الهندي رابندرانات طاغور
كان شاباً فتياً، في مرآة قرة العين، وابتهاج القلب، وغبطة النفوس. . .
وكان غرة قومه، ووجه عشيرته، يثنون له أعطافهم ويمهدون له أكنافهم، ويؤثرونه بالحب والإيناس.
وكان من حوله يستفزون نفسه الثائرة بأحاديث الزواج وما فيها للقلب من متعة، وما في الطبع إلها من طمأنينة وارتياح.
قال واحد من رسل الملوك إليه: (أما أميرة بهليك. . فما أجملها! إنها لكالباقة من أزاهير الربى في الربيع!).
ولكن الأمير الشاب أشاح بوجهه - وكأن لم يلق الحديث منه بشيء - وما أجاب.
وقال آخر: (وتلك هي أميرة كندهار. . زهرة أنيقة، وضاءا بهية، كمثل وضاءا العنقود النضيد!).
ولكن الأمير الشاب ينساب في الغابة لا يخرج منها إلا بعد حين. . .
وقال وصيف من سراي الملك - أبيه -: (. . جميلة أميرة كامبهوج جمال قوس قزح عند انبثاق أضواء الفجر وأنواره. . . وعيناها. . . وعيناها ناعستان حالمتان، تلتمعان التماع قطر الندى الوضاء!).
ولكن الأمير الشاب يستغرق في كتابه تصفحا فلا يرفع عنه عينيه ولا يفيق!.
واختلى الملك الوالد بنجى ابنه وعشيره يسأله عما انحرف بابنه عن الزواج وبغضه إليه!.
فقال سمير الأمير: (أيها الملك الجليل، لقد زهد الأمير في الزواج ما سمع عن عرائس الأمواه، ولقد أقسم في سره لتكونن زوجة من عرائس البحر، بنات الماء. .).
وأراد الملك أن يعلم من أمر هذه العرائس شيئاً، فاستدعى إليه أهل العلم وأرباب الحكمة. . ولكن أهل العلم لم يروا في كتبهم عن العرائس المزعومات شيئاً! إنما هاتيك العرائس: عرائس الخيال الموهومات. وكذلك قال رواد البحر من الهنود التجار!.
فدعا الملك الشيخ إليه سمير ابنه يسأله عمن قص على ابنه هذا الخيال الموهوم، فأجاب: