للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

قصة مصرية

قبلت زواجها

للأستاذ دريني خشبة

(الحوار في الأصل باللهجة المصرية)

جلس (عم حامد) على حفافي الماء يغسل آثاراً من الدم الأحمر القاني في ملابسه، ثم توضأ وولى وجهه شطر القبلة وطفق يصلي. . .

ولكنه كان يصلي صلوات غير منتظمة ولا متساوقة. . . فتارة كان يطيل الركوع جداً، وتارة كان يخطفه خطفاً. . . ومرة كان يطيل السجود حتى يظن أنه نائم، ومرة أخرى كان لا يكاد يمس الأرض جبينه حتى يستوي جالساً؛ وكان مرة يصلي ركعة واحدة ويسلم، ثم يصلي ركعتين أو ثلاثاً أو أربعاً. . . ومرة كان يستمر في صلاة طويلة لا تكاد تنتهي!. . . عشر ركعات أو خمس عشرة ركعة. . . وهكذا!!

وكان يعود إلى الترعة فيتوضأ ويتوضأ، ثم يعود فيصلي ويصلي. . . وكان يرفع كفيه إلى السماء، ويعلق عينيه المغرورقتين بزرقتها، ثم يلهج بذكر الله، ويصلي على نبيه، ويكثر من قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله!!) ولكنه كان يكثر كذلك من قول: (عمر، عمر، عمر!) ثم يبكي بكاء مرا!

وكان كلبه الأمين يُقعي بعيداً عنه، وينظر إليه ويتعجب!

- (من عمر يا عم حامد؟ السلام عليكم!).

- (أوه! عبد الله! تعال يا عبد الله نصلي ركعتين لله!).

- (أي صلاةٍ الآن؟ باق على الظهر ساعة يا عم حامد!).

- (ساعة على الظهر! والله يا بني أنا فاكر أن لشمس لم تطلع بعد!).

- (لا يا عم حامد! نحن في الشتاء والغيوم تحجب السماء، ولكن من عمر الذي تناديه يا عم حامد؟).

- (عمر؟ عمر من؟ عمر بن الخطاب!).

<<  <  ج:
ص:  >  >>