سبق للأدباء أن قتلوا لفظة (هناء) بحثاً منذ ست سنوات ولا بأس من إيراد طرف من أقوالهم تعميماً للفائدة:
قال الأستاذ أسعد خليل داغر: إن الهناء صحيح، لأنه اسم مصدر من هنأ بتشديد النون كالسلام من سلم والعزاء من عزى والكلام من كلم
وقال الأستاذ يوسف الدجوي من هيئة كبار العلماء: اشتهر في هذه الأيام التي كثر فيها الاجتهاد وشغف الناس بالانتقاد أن الواجب أن يقال هناءة لا هناء، وهذا من قصور الاطلاع. ففي كتاب الهمز لأبى زيد الأنصاري المطبوع ببيروت صفحة ٢٥ ما يفيد صحة ذلك ووروده. وكذلك في كتاب (الفلك المشحون) ليونس المكي المتوفى في القرن الثامن ما يفيد ذلك أيضاً (ص١٦٣) ومثل ذلك قول الأديب الكبير ابن نباته:
هناء محا ذاك العزاء المقدما ... فما عبس المحزون حتى تبسما
وقول إمام العربية محمد بن مالك في حروف الزيادة ذلك البيت المشهور:
هناء وتسليم تلا يوم أنسه ... نهاية مسئول أمام وتسهيل
وهو الذي قال: إني قرأت صحاح الجوهري فلم أستفد منه غير كلمتين
وقال الأستاذ محمد الدسوقي صاحب كتاب (الألفاظ العامي): الهناء والهناءة بمعنى - جاء صحيفة ٢٤ من الجزء الرابع من المخصص: هنأني يهنئني والاسم الهناء.
وقال الأستاذ وحيد بأهرام ٥٦١٩٣٥: إن الهناء لفظ عربي
وكفى ذكر وروده في تاج اللغة وصحاح العربية جاء فيه: هنأ
يهنئني بفتح فسكون، ويهنئوني فتح فسكون هنأ وهناء.
ترى أيكتفي اللغويون والمتأدبون بما تقدم فيدعو كل منهم لأخيه بالهناء، أم سوف يقوم قائم منهم بعد ست سنوات أخر فينكر هذا اللفظ؟
يجمل بالجمع اللغوي أن يهتم بمثل هذا الصواب المخطأ ويذيعه في نشرات على الناس، فمن الخير تصحيح الخطأ، أما تخطئة الصواب، فجريمة لا تغتفر.