للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المشكلات]

٧ - اللغة العربية

للأستاذ محمد عرفة

لماذا أخفقنا في تعليمها؟ - كيف نعلمها؟

لقد استغللنا ما استنبطناه من علم يتعلق بتعليم اللغة في تعليم اللغة العربية وفي تعليم اللغة الإنكليزية وفي تعليم اللغة الفرنسية وأصبح في استطاعتنا أن نتقي الإخفاق في تعليم اللغة الإنجليزية والفرنسية، وأن نتقي هذا الرسوب الذي يمني به تلاميذنا في آخر كل عام دراسي في هاتين اللغتين والذي يبلغ في بعض السنين ٧٨ % ووهبنا للتلاميذ أعماراً بقدر الأعوام التي وقيناهم فيها الرسوب والتي كانوا يرسبون فيها لولا أخذهم بهذا المنهج الجديد، ونفينا عنهم وعن أهاليهم ذلك الحزن الذي كان يستولي عليهم في آخر كل عام دراسي بهذا الرسوب. ووفرنا على أهاليهم تلك الأموال التي كانوا ينفقونها في إعادة الأعوام التي رسبوا فيها. ومن ذلك يعلم أن الباب الواحد من العلم إذا استغله أهلوه كان عظيم البركة جليل النفع، وربما كان أجدى على الأمة والأفراد من كثير من الخيرات المادية

ولسنا نستغل هذا الباب من العلم في تعليم اللغات فحسب بل سنستغله في كثير من مشكلاتنا الأخلاقية والاجتماعية والسياسية فيرى كيف يعظم نفعه، وتجل بركته، وكيف يجلب من الخير مالا يدركه الوهم، ولا يحصيه العد

وهذا وأمثاله هو الذي جعلني أومن بالعلم وأعظمه وأجله، وأرى أنه ما من خير للأفراد والأمم إلا وهو مصدره، وما من شر يصيب الأفراد والأمم إلا وللجهل يد فيه ظهرت أو خفيت

لعل قائلاً يقول: إنك آمنت بالملكة في كسب اللغة العربية إيماناً لا تزعزعه الشكوك، وظننت أنها تفيد في كسب العربية كما تفيد في كسب اللغة الإنجليزية والفرنسية، ولم تفطن إلى ما بين اللغة العربية وسائر اللغات من فارق

إن اللغة العربية كثيرة الأحكام، متشعبة الفروع، فلا تستقل الملكة بضبط هذه الأحكام

<<  <  ج:
ص:  >  >>