ينتسب إقبال إلى أسرة قديمة برهمية دخلت في الإسلام منذ ثلاثة قرون. وكانت تقيم في كشمير، ثم اضطرتها الحادثات أن تهاجر إلى البنجاب. وأستقر بيت إقبال في سياليكوت من إقليم البنجاب حيث ولد سنة ١٨٧٦؛ وبدأ تعليمه في هذا البلد وظهرت فيه مخايل النبوغ، وكان يسبق أقرانه ويظفر بمكافآت الحكومة التي تمنحها للنابغين من التلاميذ. وفي سيالكوت درس الأدب الفارسي والعربي على مير حسن أحد الأدباء النابهين.
ثم أنتقل الشاب النجيب إلى لاهور فدخل كلية الحكومة ولقي بها السير توماس آرنولد فأخذ عنه الفلسفة. وقد سمعت الأستاذ آرنولد يفتخر بأن إقبالاً تلميذ له. وأتم إقبال دراسته متفوقاً ظافراً بالجوائز الكثيرة. ثم نصب مدرساً للفلسفة في الكلية الشرقية بلاهور.
وقد شدا إقبال الشعر وهو تلميذ فانتظر الأدباء منه شاعراً عظيماً. وفي سنة ١٩٠٥ سافر إلى أوربا فدرس في كمبردج ثم في ميونخ حيث نال درجة دكتور في الفلسفة. وكان في أوربا مثال الجد والمثابرة وموضع ثقة أساتذته. وقد أستخلفه أستاذه آرنولد حينما غاب عن كمبردج شهوراً. ولم ينس في أوربا أن يدافع عن الإسلام ويبين مزاياه فألقى في إنكلترا محاضرات في هذا الموضوع.
ورجع الدكتور إقبال إلى الهند سنة ١٩٠٨ فأحسن قومه استقباله راجين فيه خيراً لأمته ودينه. وعمل في المحاماة واستعانه المسلمون في الكثير من شؤونهم. وما زال يزداد مكانة في السياسة والأدب حتى بلغ ما بلغ من المجد وذاع صيته في الهند وغيرها.
ولا يتسع المجال لتفصيل الكلام في تاريخه وسياحته في الهند والأفغان وفي الأندلس وأوربا وذهابه إلى مصر والقدس.
بدأ إقبال نظمه في اللغة الأوربية فنشر في الصحف وأنشد في المجامع قطعاً كثيرة جمعها بعد في ديوانه الذي سماه (بانك درا) أي (صوت الجرس).