نشرت جريدة المنشستر جارديان في أحد أعدادها الأخيرة فصلاً طويلاً عن التعليم في مصر ومسائل الطلبة المصريين في حاضرهم ومستقبلهم بقلم الدكتور ماكلانهان عميد قسم الدراسات الشرقية بالجامعة الأمريكية استهله الكاتب بتقديم الإحصاءات الأخيرة عن عدد الطلبة المتخرجين في مختلف الكليات والمعاهد الفنية والخصوصية، وتبيان التقدم السريع الذي طرأ على سير التعليم العالي والفني. وفي رأييه أن هذا التقدم إنما هو نتيجة طبيعية مشروعة لآمال الشباب المصري الذي يرغب في مهن ومراكز رفيعة في الحياة العملية. بيد أن اضطراد هذا التقدم يثير مشكلة دقيقة، فهل تستمر مصر على ترك حبل التعليم العالي على غاربه؟ وهل تظل على تخريج هذه الجموع الحاشدة من الشباب الطموح المتعطل؟ أم أنها سوف تتخذ الإجراءات لتقييد بعض أنواع التعليم؟ يرى الكاتب أن مصر ستحذو حذو الأمم الأخرى في الاحتفاظ بحرية التعليم. على أن ما يثير القلق هو أن جماعة الطلبة قد اعتادت في الأعوام الأخيرة أن تأخذ الأمور بيدها وأن تطالب بأمور كثيرة فيما يتعلق بمصاريف التعليم ونظام الدراسة، وما سيكون نصيب الطلبة من إدارة الشؤون العامة ولم يشذ عن هذه القاعدة طلبة الجامعة الأزهرية الذين يبلغون وحدهم أثنى عشر ألفاً
وتبدي جماعة الطلبة رغبة قوية في الاشتراك في بحث المسائل السياسية والاقتصادية المصرية، بل يمكن القول بأنها تتأثر في حركتها بالنزعة الفاشستية، وذلك على رغم إرادة الزعماء السياسيين.
وقد اتخذت الحكومة بعض خطوات في سبيل ترقية التعليم التجاري ورفع مستواه، ولكن الشركات والمتاجر الأجنبية تصر على توفر معيار خاص من الكفاية. ومازال على مصر أن تبحث في المستقبل القريب عن حل هذه المشكلة الدقيقة، أعني مشكلة التعليم، وعما إذا كان من الواجب أن تسير في سبيل التوسع في شؤون التربية أم في سبيل تقييدها ولا ينكر أحد ضرورة التعليم كعامل في تقدم الأمة، بيد أنه يجب أن تتخذ بعض التحوطات؛ ويخشى أن يفضي التقدم السريع إلى أزمة. أما إذا كانت مصر قد عولت على السير الحثيث، فسوف يطلب إليها أن تؤدي الثمن. وقد أدركت بعض الدول الأوربية خطر تدخل الشباب