اطلعت في (٥٦٨) من الرسالة على كلمة للأستاذ الفاضل حبيب الزحلاوي، يعلق بها على قصيدة للدكتور بشر فارس، نشرت في مقتطف مايو. قال الأستاذ:(قرأت القصيدة ثم قرأتها مرات، ثم أعدت قراءتها في أوقات متفاوتة. وكنت عقب كل قراءة، أعود بالخيبة من عدم الفهم؟!. . .). ثم قال إنه يشرك قراء الرسالة معه في قراءة هذه القصيدة، ويتعهد بجائزة مالية. . . ولا يستثنى قراء العربية في سوريا ولبنان وفلسطين والحجاز والعراق. . . الخ.
ولقد طمعت في الجائزة، فأكببت على القصيدة، ممعناً فيها، مقلباً فيها النظر ساعات بعد عاسات؛ فكنت أبوء بالخيبة بعد كل محاولة. ولا غرو أن تنبو العقول عن مثل هذا التخليط والعبث!
ثم إني قلبت صفحات العدد نفسه من الرسالة، فإذا أنا أمام قصيدة عنوانها:(من خريف الربيع) - وما أكثر أمثالها! - فتلوتها، ثم تلوتها، ثم تلوتها، فوجدتني أكاد أكون في مثل موقف الأستاذ الزحلاوي من قصيدة بشر فارس فقلت: فألجأ أنا أيضاً إلى قراء العربية فأستعين بهم؟
فليتفضل منهم متفضل، فيشرح لي هذه القصيدة شرحاً تلتئم به أجزاؤها، وتتجمع أوصالها، وتتكشف به غرائب مجازاتها، وعجائب استعاراتها، وبدائع أسرارها؛ حتى تعود كوناً متماسكا ذا قوام.
إني إلى هذا لشديد العطش.
(ا. ع)
جائزة الزحلاوي
رصد الأستاذ الزحلاوي جائزة مقدارها خمسة جنيهات مصرية لمن يفسر له قصيدة كان الدكتور بشر فارس قد نشرها في المقتطف، وقد أغرتني قيمة الجائزة ودفعتني إلى محاولة تفسير القصيدة لأنال جنيهات الزحلاوي، والحق أنني وقفت أمام القصيدة طويلاً وما