للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعقيبات]

للأستاذ أنور المعداوي

قارئ صديق يدافع عن القراء:

أنا واحد من أولئك الذين يعيشون معك - في عالم الأدب والفن - تحت سقف واحد من المشاركة الفكرية والمشابهة الوجدانية. فكم عرضت لقضايا الأدب وعالجت من شئون الفن بما يوائم خلجات مشاعري كل المواءمة، وبما تتجاوب معه هزات أفكاري ورفات خواطري اشد التجاوب. سوى فارق واحد هو أنني لو أردت أن أتمخض عن هذه الارهاصات الفكرية المشتركة وأشعل - في الأفق ثقاب تلك الومضات الشعورية المتشابهة، لما وآتاني ذلك الوهج الساحر والفن القادر والجمال الشاعر الذي يتدفق من نبع براعتك الآسرة، وينبجس من غدير مدادك المسحور؛ ولأعياني - كما يقول شاعر الفن الخالد علي طه - ولأعياني دبيب الحياة في مخلوقي. ولكم ضمني مجلس من مجالس السمر واحتوتني ندوة من ندوات الفكر، في هذا الجانب البعيد من ذلك (الجانب من الثري) كما يسميه شاعر البيان الخالد شوقي، فرحنا ندير كئوس الحديث حول الأدب والفن والحياة. وقليلا ما كنت ألمح لخمري في نفوس الندامى أطيافا من رضا وأصداء من هوى، وإذ يرغبون إلي في أن أريق ما أعتصر من قطرات الرأي على مائدة الورق وخوان الصحف، أفتدري ماذا يكون جوابي؟ نعم إنك تدري. فصاحب هذه القيثارة النفسية المرنان والحنجرة الفكرية المدوية بأروع الأصداء وأعذب الألحان، لا ينقصه الإلهام الشفاف والحساسية اللاقطة والحدس المرهف. يكون جوابي: أيها الندامى! أيها العشاق! لا يسقى وباخوس في المدينة! يطالعكم بأشهى أسلاف وأعذب خمر في أبهى كأس وأبدع قدح. . ويفهمون للحال من اعني، فليس فيهم يا أخا الروح من يجهلك!

من هؤلاء الندامى وأمثالهم في بقاع الضاد. . من أجل هؤلاء القراء - وأنا واحد منهم قبل كل شيء - سأختلف معك، هذه المرة، في أمرهم، وسأحمل لواء المعارضة عنهم، وسأستعين، في كسب قضيتهم وإثبات براعتهم، بك عليك!

أجل يا سيدي! فلقد رميت القراء - وعممت - بهذا الاتهام الجائر الذي لا افرك عليه ولا اتفق معك فيه. وذلك حين تقول: (إن لدي ثلاثة كتب مهيأة للطبع، ولكن أزمة القواء

<<  <  ج:
ص:  >  >>