. . . أشرتم في كتابكم (تاريخ الأدب العربي) إشارة موجزة إلى ديواني الإلياذة والاوذيسة. فهل تتفضلون وانتم. . . بكلمة في الرسالة عن موضوعي هذين الديوانين. . .
(سنغافورة) م. ع. خ
الإلياذة والاوذيسة منظومتان يونانيتان نسبتا إلى هوميروس، واستفاضتا في الشعوب والأجيال تحملان اثر العبقرية الإغريقية، وترددان صدى الحرب الطروادية، وتمدان الآداب العالمية بالغذاء والقوة. موضوع الإلياذة غضب اخيل، وهو حادث بسيط من حوادث حرب طروادة وقع في السنة العاشرة من حصارها، واستغرق وأحدا وخمسين يوما، تبتدئ بشجار اخيل وأغاممنون وتنتهي بقتل هكطور. وتنقسم هذه الملحمة إلى أربعة وعشرين نشيدا تمثلت فيها صور الحياة اليونانية بأساطيرها وعاداتها وآدابها جلية رائعة مؤثرة. وأهم أبطالها من الإغريق أغاممنون ملك أرجوس ومسينا وأمير الجيش، ومينيلاس أخو اغاممنون وملك اسبارطة، واخيل ملك الفذيوتيد، وبتروكل صديق اخيل، ونسطور ملك بيلوس، وأوليس ملك اتيكا؛ ومن الطرواديين هكطور وفاريس ابنا فريام ملك طروادة، واينوس حمو فريام الخ. وللآلهة في الإلياذة شأن خطير واثر كبير: فزحل ومنيرقفا مع الإغريق، وابولون والمريخ مع الطراوديين. فهم يدبرون القتال، ويحمون الأبطال، ويتقارعون فيما بينهم انتصارا لطائفة على أخرى. وملخصها أن أبولون سلط الوباء على معسكر الإغريق، فاعمل فيهم منجله انتقاما منهم على سبيهم بنت كاهنة كريريس. ثم جل الخطب بوقوع الخلاف بين اغاممنون واخيل من اجل سبيه نفسها الأول على الثاني فاستأثر بها دونه من غير حق. ولما عجز اخيل الباسل عن الأخذ لنفسه من امير الجيش اعتزال الحرب وهو يكاد ينشق من الغيظ والحنق، فرجحت كفة الطرواديين باعتزاله، وحالفهم النصر منذ استراحوا من قتاله. ودارت الدائرة على الإغريق فجرح ديوميد وأوليس، وأخذ هكطور يحرق أسطولهم وأحدق بهم الخطر من كل جانب. فلما رأى ذلك بتروكل استعار سلاح اخيل وصمد إلى العدو فأجلاه عن موقفه. إلا أن أبولون أسعف الطرواديين فتصدى للبطل فاسقط خوذته ونزع درعه، حتى امكن هكطور ان يضربه