للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[١ - نظرات في دائرة المعارف الإسلامية]

الترجمة العربية

للأستاذ كوركيس عواد

تمهيد:

حينما يريد المؤرخ الأمين المنصف عرض أهم المصنفات المنقولة إلى العربية في عصرنا الحاضر، واستقصاء أنفس ما طبع منها، يجد في طليعتها (دائرة المعارف الإسلامية) التي اضطلع بترجمتها من أصولها الفرنجية لجنة عاملة، قوامها أربعة أساتذة وهبهم الله مزايا وخلالا حسنة كالصبر والمثابرة وبعد الهمة واستسهال الصعب

وإذا ما قيل (دائرة المعارف الإسلامية)، فذاك يعني مجموعة كبيرة من المباحث ادخرت كنوزا من العلم بشؤون البلدان العربية والإسلامية وبشعوبها وأديانها ولغاتها ورسومها ومشاهير رجالها وأهم أحداثها التاريخية وأحوالها الاجتماعية والاقتصادية والدينية. وبعبارة أخرى إن هذه الدائرة احتوت على كل ما يحسن الوقوف عليه في هذه المناحي الخطيرة الشأن، فهي وحدها خزانة شرقية حافلة تشيد لمؤلفيها - وهم أقطاب الاستشراق في هذا العصر - بالاطلاع الواسع على ما يتعلق بالشرق وبالبراعة في الجمع والتأليف والدقة في التبويب والتصنيف

ولا مراء أن الإقدام على ترجمة سفر كبير كهذا يكون محفوفا بصعاب لا يدرك مداها إلا من يعاني أمر الترجمة. وفي تذليل أغلب تلك العقبات ما يحملنا على الإقرار بفضل هؤلاء الأساتذة المترجمين والاعتراف بما أفرغوه من جهد محمود في إتقان عملهم والسير به إلى الأمام ما وسعهم ذلك

بيد إنه لترامي أطراف الموضوع وتشعب مناحيه لا مناص من أن يحصل هنا وهناك بعض الهفوات، أو تقع العين على ألفاظ مصحفة أو عبارات تفتقر إلى إيضاح أو تعقيب. وهذا كله لا يحط من قدر الترجمة ولا يغض من جهد المترجمين في شيء

وقد كنا وما زلنا نترقب صدور أجزاء هذه الدائرة الواحد تلو الآخر فنتلقفها ونطالعها بشوق. وكنا نعنى بوجه خاص بالمباحث العراقية المنشورة فيها، فنعلم على المواطن التي

<<  <  ج:
ص:  >  >>