للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إِلْكِيا الهرَّاس

للأستاذ برهان الدين محمد الداغستاني

٤٥٠ - ٥٠٤هـ

اسمه ونسبته:

هو عماد الدين شمس الإسلام أبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبري المعروف بالكيا الهراس، وإلْكِيا بهمزة مكسورة بعدها لام ساكنة ثم كاف مكسورة بعدها ياء مثناة من تحت كلمة أعجمية معناها: الكبير القدر المقدم بين الناس. والهراس بتشديد الراء لا تعلم نسبته لأي شيء.

مولده ونشأته الأولى في طبرستان:

ولد إلكيا في طبرستان خامس ذي القعدة سنة خمسين وأربعمائة من الهجرة ونشأ فيها نشأته الأولى حتى بلغ الثامنة عشرة. ويقول مترجموه إنه تفقه في بلده قبل الخروج إلى نيسابور. وليس فيما لدينا من المراجع ما يكشف عن حاله في بلدته مدة ثماني عشرة سنة التي قضاها فيها سوى هذه النبذة القصيرة ولا تذكر شيئاً بعد ذلك عن أبيه وعائلته وبيئته كما أنها لا تذكر شيئاً عن شيخه أو شيوخه الذين تفقه عليهم، وعلى كل حال فدراسته الفقهية التي تلقاها في بلدته قد أعدته وهيأته لتلقي دروس شيخ الشافعية في عصره إمام الحرمين الجويني في نيسابور والاستفادة منها بل جعلته في مقدمة تلامذته ومعيدي درسه. ونستطيع أن نفهم من هذا أن دراسته الأولى كانت في مستوى علمي متوسط - على الأقل - إن لم نقل في مستوى عال وإلا لما تهيأ له أن يستفيد من دروس إمام الحرمين من يوم وصوله إلى نيسابور.

في نيسابور:

لابد أن الكيا - وهو يطلب العلم في بلده - بلغته شهرة إمام الحرمين عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني رئيس الشافعية في عصره وتطلعت نفسه المتعطشة إلى العلم إلى لقيا هذا الإمام الجليل والأخذ عنه فارتحل وهو في الثامنة عشرة إلى نيسابور.

يقول ابن عساكر في تبيين كذب المفترى: (ورد نيسابور في شبابه وكان قد تفقه فحصل

<<  <  ج:
ص:  >  >>