(نقلت عن الإنجليزية من كتاب (أساطير بلفنتش) '. . . .
. . . . . . .)
في يوم من الأيام، رأت يونو - زوجة المشتري وحارسة النساء - سحابة مظلمة فوق رأسها، فساورها الشك بأن زوجها قد أقام تلك السحابة ليخفي عن عيون الناس بعض أعماله المستنكرة؛ ولذا أمرت السحابة بالانقشاع، فتلاشت في الحين؛ وإذا بزوجها جالس على ضفة نهر لجيني الصفاء، وبجانبه عجلة جميلة. فاشتبهت يونو بأن شكل العجلة يخفي حورية هيفاء فاتنة الجمال. وفي الحقيقة كان ظنها صادقاً، لأن زوجها - وهو إله السماء العظيم وملك الآلهة جميعها - كان يداعب إيو إبنة إله النهر إناخوس - وعندما أحس مقدم زوجته غير شكل الحورية.
ثم جلست يونو بجانب زوجها، وبدأت تثني على جمال العجلة وتسأل عنها وعن القطيع الذي تنتمي إليه. أما زوجها، فلكي يوقف هذا الفيض المستمر من الأسئلة، أجاب بأنها مخلوقة بريئة خرجت من الأرض قبل مدة وجيزة؛ فطلبتها يونو هدية منه، فحار فيما يصنع، إذ كان يحز في نفسه ويمضها أن يهب خليلته لزوجته، ولكن كيف يمكنه أن يضن عليها بهدية زهيدة كهذه العجلة، ألا يكون قد أثار في نفسها عاصفة هوجاء من الشك والارتياب؟! فوافق على ذلك؛ أما زوجته فظلت الشكوك تتطرق إليها، ولذا عهدت إلى أرجوس مراقبة العجلة والمحافظة عليها.
وكان لأرجوس مائة عين في رأسه، فلم يتعود النوم بأكثر من اثنتين منها، لتظل إيو تحت المراقبة المستمرة. وكانت إيو ترعي سحابة النهار؛ وعندما يزحف الليل بجحافله يربطها حارسها بحبل خشن حول عنقها. وكم كانت تود لو تستطيع مد يديها لتضرع إليه أن يطلق سراحها ويمنحها الحرية! غير أنها كانت تحجم عن ذلك لأن خوارها مرعب لدرجة