قصة (القارئ) - يا أيها الفاضل الأديب - حق، وهل يمنع من صحتها مانع؟ وهذا الشاعر إنما شعر في الذي كان واشتهر، والأبيات رواها الخطيب في (تاريخ بغداد) - ج٢ص٢٣٧ - ولم يشر إلى حكاية، لم يزد عن الرواية، والشعر يشرح نفسه، ولم اعثر في مصنف طالعته على حديث ذاك القارئ، (ومن هوى الصدق في قولي وعادته)، صددت عن البناء عن الرجم، فمن يعرف من أهل الفضل ما غلب عنا فيشركنا - غير مأمور - فيما استفاد مشكورا. وغير ضائر - ونحن في التكلم على قاري منى - أن أروي مقال ياقوت في (منى) كيما يجئ في هذه الخرفشة أو الخربشة شيء مفيد. قال صاحب (معجم البلدان):
(منى بالكسر والتنوين. . . بليدة على فرسخ من مكة، طولها ميلان، تعمر أيام الموسم، وتخلو بقية السنة إلا ممن يحفظها. وقل أن يكون في الإسلام بلد مذكور إلا ولأهله بمنى مضرب. وعلى راس منى من نحو مكة عقبة ترمي عليها الجمرة يوم النحر، ومنى شعبان بينهما أزقة، والمسجد في الشارع الايمن، ومسجد الكبش بقرب العقبة، وبها مصانع وآبار وخانات وحوانيت، وهي بين جبلين مطلين عليها. وكان أبو الحسن الكرخي يحتج بجوار الجمعة بها لأنها ومكة كمصر واحد. فلما حج أبو بكر الجصاص ورأى بعد ما بينهما استضعف هذه العلة، وقال: هذه مصر من أمصار المسلمين تعمر وقتا. وتخلو وقتا، وخلوها لا يخرجها عن حد الأمصار، وعلى هذه العلة يعتمد أبو الحسن القزويني، قال البشاري: وسألني يوما كم يسكنها وسط السنة من الناس؟ قلت: عشرون إلى ثلاثين رجلا، وقلما تجد مضربا إلا وفيه امرأة تحفظه، فقال: صدق أبو بكر فيما علل. وقد ذكر منى الشعراء، قال العرجي: