خطبة سجلها في إذاعة القاهرة لتلقى في إذاعة فلسطين، أما
بقية الكلام فملاحظات كتبت عن أحاديث العيد
أيها السادة:
أقدم إليكم أصدق التحيات، راجياً أن يصل صوتي إلى أسماعكم وأنتم بخير وعافية، وآملاً أن تعيشوا إلى أمثال هذا العيد في رغد وطمأنينة وصفاء
أما بعد فلكل منا أعياد يومية، وأعياد موسمية، فما الفرق بين هذه الأعياد وتلك الأعياد؟
الأعياد الموسمية أعياد شرعها الأنبياء ليوقظوا روح السرور في الناس، عساهم يلتفتون إلى موكب الحياة من حين إلى حين
هل تعرفون السر فيما قضت به الشريعة الإسلامية من جعل الصوم حراماً في يوم العيد؟
كان ذلك لأن الرسول خاف على أمته أن تتنسك تنسك الأموات فلا تفرح ولا تبتهج في أي يوم، ولو كان يوم العيد
هل تعرفون السر في أن يقول القرآن:(خذوا زينتكم عند كل مسجد)؟ إنه يدعوكم إلى لقاء الله في الصلوات وأنتم في أجمل ما تملكون من الثياب، لتفهموا أن الله يحب أن يراكم في نضارة النعيم لا في قساوة الشقاء
إن الأعياد الموسمية توحي بالسرور الشامل حين تصور الناس وقد احتشدوا للفرح والابتهاج، وحين تدعو كل فرد إلى التجمل، وحين تدعو كل بيت إلى إعداد الأطايب من الطعام والشراب، فمن تلك المظاهر المتجمعة يسري روح المرح في الجماهير، وتشعر النفوس بمعاني البشر والأنس، وتلتفت القلوب إلى حظوظها المنسية في دنيا السعادة والهناء
ولعل زكاة الفطر لم تشرع إلا لهذا الغرض، فالمراد منها أن تثور موجة من البر والإحسان، موجة رحيمة تقضي بأن يجد الفقراء والمساكين ما يغنيهم عن التفكير في هموم العيش أيام العيد