(القيثارة الخالدة التي غنت أروع أناشيد الجمال والحرية
والخيال. . .)
للأستاذ محمود الخفيف
- ١١ -
تتمة الكلام عن مسرحية كومس
ويهرب كومس وقبيله، ويحسب الأخوان أنهما غلباه على أمره، ولكن الروح الحارس يلقي إليهما أن أختهما لا تزال مقيدة بسحر كومس لا تستطيع حراكاً كأنها التمثال الحجري، فكان عليهما أن يختطفا عصاه، فإنه لا يبطل سحره إلا إذا قرأ ما على العصا قراءة عكسية تبتدئ من النهاية. على أن الروح يخبرهما بأن لديه حيلة فليس لهما أن يبتئسا، أما حيلته فهي أنه سيستنجد بسابرينيا عذراء نهر السفرن، ويصف لهما سابرينيا ومستقرها بين عذارى الماء، وكيف أتيح لها أن تكون من نبات الخلود، ويذكر ما في طاقتها من عون لطالبي العون حتى أن الرعاة لينشدون لها الأغاني ويلقون في النهر زهرات من كل لون تحية لها، وهي تحب أن تنجد العذارى مثلها إذا كن في مثل ما كانت فيه من ضيق وشدة، وأعظم ما ينهض بها إلى النجدة الغناء، ولذلك فإنه يستحثها بأغنية، ثم يهتف منشداً متوسلاً إلى سابرينيا بكل عزيز عندها من الآلهة والإلهات فلا يكاد يخلوا سطر من نشيده من اسم من أسماء هؤلاء.
وتظهر سابرينيا وحولها بعض عذارى الماء، فتغني أغنية قصيرة تصف فيها من أين أتت وكيف أقبلت سريعة خفيفة حتى إنها لتطأ الزهر فلا تنحني سوقه، وتعلن إلى الراعي أنها رهن طلبه، ويشير الراعي إلى الفتاة المسحورة ويؤكد عذرتها ويذكر ما عانت من السحر، وتجيب سابرينيا أنه ليس أحب إليها من أن تأخذ بيد العفة المضطهدة، وتتجه إلى الفتاة وتلقي على صدرها نقطاً من سائل معها وعلى شفتيها وطرف إصبعها فتبطل سحر كومس.