ها إن التين يتساقط عن أشجاره عطر النكهة حلو المذاق وقشوره الحمراء تتشقق بسقوطها، وأنا هو ريح الشمال يهب على هذه الأثمار الناضجة. إن تعاليمي تتساقط إليكم أيها الصحاب كمثل هذه الأثمار فتذوقوها الآن عند ظهيرة من أيام الخريف وقد صفت فوقكم السماء.
سرحوا أبصاركم فيما حولكم من خيرات الأرض ثم مدوا بها إلى آفاق البحر البعيد فليس أجمل لمن فاض رزقه من أن يتطلع إلى الأبعاد
لقد كان الناس يتلفظون باسم الله عندما كانوا يسرحون أبصارهم على شاسعات البحار، أما الآن فقد تعلمتم الهتاف باسم الإنسان الكامل
إن الله افتراض وأنا أريد ألا يذهب بكم الافتراض إلى أبعد مما تفترض إرادتكم المبدعة
أفتستطيعون أن تخلقوا إلهاً؟ إذن أقلعوا عن ذكر الآلهة جميعاً، فليس لكم إلا إيجاد الإنسان الكامل
ولعلكم لن تكونوا بنفسكم هذا الإنسان الكامل ولكن في وسعكم أن تصبحوا آباء وأجداداً له. فليكن هذا التحول خير ما تعملون
إن الله افتراض وأنا أريد ألا يتجاوز بكم الافتراض حدود التصور، فهل تستطيعون أن تتصوروا إلهاً؟ فاعرفوا من هذا أن واجبكم هو طلب الحقيقة فلا تطمحوا إلى ما يبلغه تصور الإنسان وبصره وحسه، فأمسكوا بتصوركم كيلا يتجاوز حدود حواسكم
يتحتم عليكم أن تبدأوا بخلق ما كنتم تسمونه عالماً من قبل فيتكون عالمكم من تفكيركم وتصوركم وإرادتكم ومحبتكم وعندئذ تبلغون السعادة يا من تطلبون المعرفة. وكيف تطيقون الحياة إذا لم يكن لكم هذا الرجاء؟
على من يطلب المعرفة ألا يتورط في ما يرده العقل من المعميات