عبد الفتاح السمرنجاوي، عمر الدسوقي، عبد العزيز عبد
المجيد
بهذا الحماس وذلك الجد تقدمت الدعوة الإسلامية حتى لم تمض على الإسلام سنة هناك (في المدينة) إلا وكانت كل أسرة عربية قد ساهمت بدخول بعض أفرادها في حوزته، ما عدا شعبة واحدة من بني الأوس وهي التي استمرت منعزلة بعيدة عن الإسلام وذلك بتأثير أبي قيس بن الأسلت الشاعر
وفي السنة التالية حينما جاء موسم الحج وفدت إلى مكة طائفة من معتنقي الإسلام حديثاً، وعددها ثلاثة وسبعون رجلاً، وبصحبتهم جماعة من مواطنيهم كفار يثرب، وقد عهد إلى هذه الطائفة أن تدعو محمداً (ص) إلى أن يلجأ إلى يثرب تجنباً من غضب أعدائه، وأن يبايعوه على أنه رسولهم وقائدهم، وفد إلى مكة لهذه المناسبة العظيمة كل معتنقي الإسلام الأولين الذين كانوا قد لاقوا الرسول من قبل في الموسمين السابقين، ومعهم مصعب ابن عمير معلمهم، فأسرع على أثر وصوله إلى الرسول، وأخبره بالنجاح الذي لاقته بعثته. ويقال إن أمه لما سمعت بقدومه بعثت إليه رسولاً فقال له:(أيها الابن العاق، أتدخل مدينة فيها أمك من غير أن تبدأ بزيارتها؟) فكان جوابه: (كلا، إنني لا أزور منزل أحد قبل رسول الله). ثم ذهب إلى أمه بعد أن فرغ من تحية الرسول (ص) والتحدث إليه؛ فقالت له أمه زاجرة:(أخالك إذاً لا تزال خارجاً منشقاً). فقال:(أتبع رسول الله ودين الإسلام الصحيح). فردت عليه قائلة:(أقانع أنت بطريق الشقاء الذي انتهجته في الحبشة وفي يثرب؟). أدرك حينئذ أن أمه تفكر في سجنه فخاطبها متعجباً:(ما خطبك؟ أتكرهين إنساناً على أن يغادر دينه؟ إن كنت تدبرين أمر سجني فإنني سأقتل أول من يضع يده على). فقالت له:(أخرج إذاً من عندي) وأخذت تبكي. فتأثر مصعب لذلك وقال: (أماه. خذي مني