يتوهم كثيرون من الناس أن اللغة العامية ليست من العربية في شيء، ولهذا يحرصون، حين يكتبون، على الفرار من ألفاظها، ويذهبون يتكلفون، فتكون النتيجة الأغراب والمباعدة ما بين الكاتب والقارئ؛ ومن أجل هذا استفاض الاعتقاد بأن لغة الكتابة غير طبيعية، ومن هنا ظهرت الدعوة إلى اتخاذ العامية في الكتابة، ليفهم الناس بغير مشقة، ولو أن العامية درست لما كان لهذا كله محل، وقد سمعت أن المرحوم أحمد تيمور باشا وضع معجما للغة العامية ردها فيه إلى أصولها العربية، ولكنه لم ينشر، ولا علم لي بما كان من أمره
وقد عثرت في مطالعاتي على مئات ومئات من الألفاظ العربية يستعملها العامة وإن كانوا يحرفونها قليلا في النطق، وسأورد في هذا الفصل طائفة منها بلا ترتيب على سبيل التمثيل ليرى القراء أن اللغة العامية جديرة بالعناية، وأن اتقاء ألفاظها كلها خطأ، أو جهل، وقد جريت فيما أكتب، على استعمال الصحيح من الألفاظ العامية، واكتفيت بذلك ولكني أرى الآن أن التنبيه واجب، مخافة أن يعتقد بعض القراء أن هذا مني عن خطأ لا عن عمد
فمن ألفاظ الطعام وما إليه:
الدُّقة - الملح مع ما خلط به من الأبزار أو الملح المدقوق
العُجة - الدقيق المعجون بالسمن ثم يشوى أو يقلى، والعامة على عجة البيض
الكباب - اللحم المشرح
الوجبة - الأكلة
السُّفرة - المائدة
القصعة - الجفنة
السُّخام - السواد الذي يكون على آنية الطبخ من فعل النار