كان بودي أن أجمعكم في صعيد واحد لأقص عليكم هذا النبأ السار الذي تلتقيه بالغبطة والسرور من شباب رابطة الشباب المصري. . . وعهدي بكم سباقين إلى طريق الخير، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وهانحن أولاء نتقدم إليكم بفكرة هي أساس لهذا المعروف الذي جبلتم عليه وتسعون إليه. . .
ما أطيب أن تدعوكم هذه الجماعة الفتية لوضع دستور للشباب يتمخض من بين جموعهم، فيدعوهم إلى توحيد الصفوف توحيدا يبشر بالنجاح، وينظم حياتهم الخاصة والعامة تنظيماً يهيئ منهم جيلاً صالحاً نحن في أشد الحاجة إليه - ذلك لأن هذا النقص الذي نراه في بعض البيئات منا هو نتيجة لعدم تركيز حياتنا على أسس يجب أن تتوافر فينا جميعاً في هذا العصر وفي جميع العصور، فتجعل منا رجالاً يشرفون أنفسهم ويشرفون بلادهم؟ فإذا ما فهم الشباب حقيقة المقصد ونبل الغاية، فقد قدر لنا أن نحقق رسالتنا على يديه، ذلك لأنه الروح الدافعة، والقلب النابض في الأمة.
أبنائي: من منكم لا يريد الهداية لهذا الخلق الحائر. . . . المغمور فيما لا يرضي نفوسكم الطاهرة، فضموا الصفوف وتعالوا إلى كلمة سواء لتسمعوا آراء كبار مفكريكم في مؤتمر الشباب الأخلاقي، ثم نتناقش معاً في جو من الحرية ونزاهة القصد حتى يستقر عزمنا على تحقيق ما قمنا من أجله من وضع دستور تهذيبي يهيئ للشباب سبل الرشاد؛ هدانا الله سواء السبيل.
رئيس مؤتمر الشباب الأخلاقي
الأستاذ ساطع الحصري
قدم القاهرة منذ يومين الأستاذ الجليل ساطع بك الحصري الوكيل الفني لوزارة المعارف العراقية ومدير دار الآثار ببغداد، ليتصل برجال العلم وقادة الفكر في مصر، ويقف على