للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعقيبات]

للأستاذ أنور المعداوي

(بنات) للأستاذ أحمد الصاوي محمد:

كتاب يطرق أبواب الشعور في النفس الإنسانية طرقاً عنيفاً في كل فصل من فصوله قصة، وفي كل قصة قلب، وفي كل قلب عاطفة. ويقف المؤلف من وراء هذا كله ليلهب القلب الذي يخفق، وليؤجج العاطفة التي تحرق، وليقدم من صور الحياة نماذج فيها من زهر الشرق، وفيها من عطر الغرب، وفيها القلم الذي يصب الزهر والعطر في قارورة الوجدان! في هذا الكتاب فتاة ظلمها الصاوي كل الظلم حين لخص قصتها الرائعة في ثلاثين صفحة؛ فتاة ليست ككل الفتيات، لأن مبدع شخصيتها كاتب ليس ككل الكتاب! هذا الكتاب الفرنسي أخفض قلمي تحية لفنه، ولا تصفني بالغلو إذا أحنيت رأسي إجلالا لعبقريته! وتسألني لماذا ظلمها الصاوي؟ فأقول لك: لأن هذه المسرحية تهز منك الأعماق وهي ملخصة في ثلاثين صفحة، فما بالك لو أفرد لها الصاوي كتاباً نقل في كل همسة نفسية من همسات الكتاب الفرنسي وكل وثبة فنية من وثبات قلمه؟! مسرحية تعد في رأي النقد نموذجاً فنياً بلغ من النضج في كل عنصر من عناصره ما يدفع إلى القمة من الأدب المسرحي الحديث. . . الفكرة من تلك الأفكار التي لا يلتقطها من أعماق النفس إلا ملقط خبير بمسارب الشعور الإنساني حين يرتطم بواقع الحياة، والحوار موهبة فذة ترقب الشخوص من مرصد الوعي المرهف لتسجل الحركة النفسية قبل الحركة الفكرية، والصراع من هذا اللون الذي تستحيل معه الكلمات إلى متحف من متاحف العرض الفني لصور الأهواء والنزعات، أما طريقة التوزيع المسرحي للأدوار الرئيسية فتذكرك بطريقة الكاتب النرويجي إبسن في مسرحيته الخالدة البطة المتوحشة؛ كل دور يلائم شخصيته القائمة به ملاءمة تجمع بين منطق الحياة ومنطق الفن. ويبقى بعد ذك للكتاب الفرنسي تفرده بحرارة الصراع وعنف الوجيب في القلب الإنساني!

دعني أقدم إليك هذه المسرحية الرائعة التي لخصها الصاوي تلخيصاً أميناً تحت عنوان (بنت بين أبوين). . . هي فتاة كما قلت لك ليست ككل الفتيات، فتاة رقيقة الحس، مكتملة العقل، مشبوبة العاطفة. نشأت في بيت من تلك البيوت التي تظلل سماءها الصافية غيوم

<<  <  ج:
ص:  >  >>