للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

شعر الطبيعة في الأدب العربي

(كتاب للدكتور سيد نوفل)

للأستاذ عبد المتعال الصعيدي

أظهرت مكتبة الحانجي بمصر كتاب شعر الطبيعة في الأدب العربي للدكتور الفاضل والعالم الأديب سيد نوفل، وهو الرسالة التي نال بها درجة الدكتوراه برتبة جيد جداً من جامعة فؤاد الأول سنة ١٩٤٤م.

وقد كان الأدب العربي في حاجة إلى هذا الكتاب الذي عني بتاريخ شعر الطبيعة منذ ظهوره في شعر امرئ القيس كفن قائم بذاته من فنون الشعر، متأثراً بالبيئة التي ظهر فيها امرؤ القيس، معبراً في وصفه لها شعور صادق بأثرها في نفس الشاعر، وحب لها يصل إلى درجة التدله والفناء فيها، ويجعل ذلك النوع من الشعر هو الغرض الأهم من القصيد، وماعداه من الأغراض كالنسيب يؤخذ على انه وسيلة له، وكان مظهره في الوقوف على الأطلال ووصفها والبكاء عليها، ووصف مشاهد الصحراء العربية من نوق وأفراس وجبال ورياح وسحب ورعود وبروق وما إلى ذلك من مشاهدها، وهذا هو الدور الأول لشعر الطبيعة في الأدب العربي.

ويأتي بعده الدور الثاني، وهو دور التقليد في شعر المرقش ومن سلك طريقته، وفي شعر أوس بن حجر ومن سلك طريقته، وفي شعر طرفة ومن إليه من بعض الشعراء الذين تحرروا من قيود التقليد بعض التحرر، وفي هذا الدور حذا أولئك الشعراء في وصف الطبيعة في شعرهم حذو امرئ القيس، ولكنهم جعلوه وسيلة لغيره من الأغراض، لأن وصف الطبيعة لم يكن يعنيهم في الشعر كامرئ القيس، وإنما كان يعينهم غرض المدح وما إليه من الأغراض التي دعاهم إليها التكسب بالشعر.

ثم يأتي بعد ذلك الدور الثالث، وهو دور الجمود في صدر الإسلام، وعهد الخلفاء الراشدين، وعهد بني أمية، لأن شعراء هذه العهود جمدوا فيها التراث الجاهلي في وصف الأطلال وما إليها من المشاهد البدوية، ولم يؤثر ذلك الانقلاب العظيم الذي أحدثه الإسلام في

<<  <  ج:
ص:  >  >>