يثور من مشافر الحنادج ... ومن ثنايا القف ذي الفوائج
من ثائر وناقر ودارج ... ومستقل فوق ذاك مائج
يفرك حب السنبل الكنافج ... بالقاع فرك القطن بالمحالج
(والكنافج هو السمين الممتلئ. والحنادج هي الإبل الضخام شبهت بالرمال).
ومن الطريف أن كتاب العرب الأقدمين كانوا على علم بأطوار الجراد، فقد وصفها صاحب المسالك ابن فضل الله العمري الدمشقي المتوفى ٧٤٩هـ (١٣٤٨ ميلادية) إذ قال إن الجراد صنفان أحدهما يقال له الفارس وهو الذي يطير في الهواء عالياً. والصنف الآخر يقال له الراجل وهو الذي ينزوي فإذ فرغت أيام الربيع طلبت أرضاً طيبة رخوة فتنزل هناك وتحفر بأذنابها حفراً وتطرح فيها بيضها وتدفنه وتطير فتفنيها الطيور والحر والنور فإذا تم الحول جاءت أيام الربيع تفقأ ذلك البيض المدفون وظهر مثل الديبب الصغار على وجه الأرض، وقالوا كل جرادة تبيض شيئاً كثيراً فإذا خرج ذلك من البيض أكل ما وجد من الزرع والشجر وغيرها حتى يقوى ويقدر على الطيران فينهض ويذهب إلى أرض أخرى فيفعل ذلك أبداً دائماً تقدير العزيز العليم.
وينطبق ما قاله ذلك العالم العربي على النظرية الحديثة لأطوار الجراد التي وضعها العالم الأستاذ يوفاروف الاختصاصي الشهير في الجراد وبذلك يكون علماء العرب قد سبقوا علماء الغرب في القول بنظرية أطوار الجراد بنحو ستمائة سنة.
وقد نصح كتاب العرب لمقاومة الجراد وإبادته بالتدخين، ورش النباتات بمواد طاردة، وإحراق الجراد ومطاردة فراخه إلى أخاديد محفورة يحرق فيها، وقد شرح ذلك صاحب