للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[عبرة من (نظام أوربا الجديد)]

للأستاذ محمد توحيد السلحدار بك

(نظام أوربا الجديد) عنوان إن هو إلا زواق خادع، خلعته الدعاية النازية على سياسات شيطانية تؤسسها القوة الألمانية في أوربا، لتستغل بها الشعوب المغلوبة وتستفحل، فتمد رواق سيادتها حيث توجد مطامعها من العالم القديم إلى الجديد، إن هي خرجت ظافرة من هذه الحرب الضروس.

وقد استعار إينتسج ذلك العنوان لكتابٍ فند به (ما تدعيه النازية من أن الدول الأوربية التي تخضع لسلطان ألمانيا ستتمتع برخاء منقطع النظير في تاريخ البشرية) في ظل هذا النظام، وكشف (عن الخطط المحتملة التي تدل التجارب على أن النازيين سوف يتبعونها في المستقبل). فلله دره!

دعاية تحارب دعاية! لكن (إينتسج) جاء بحقائق وعبر يجب أن يتأملها الناس، عسى أن تستنير بها بصائر، وترتفع أوهام، ويتبين مآل كل حال. وحسب الشرقيين موعظة قوله: (الشرط السياسي الأساسي لقيام نظام أوربا الجديد هو وجود جيش ألماني. . . بحال تمكنه من غزو البلاد التي يريد غزوها من غير أن يلقى مقاومة تستحق الذكر، يكفي لقيام الأحوال السياسية التي يحتاجها إنشاء النظام الجديد).

ولذلك فإننا غير واثقين من أن البلاد التي يشملها هذا النظام ستحتلها قوى ألمانيا العسكرية بصفة دائمة. . . وأكبر ظننا أن بعض أجزاء من البلاد المفتوحة ستضم بالفعل إلى الدولة الألمانية. . . لكن ألمانيا قد تجد من الملائم لها مع ذلك أن تقيم عدداً من الدول الخاضعة لسلطانها مستقلة بالاسم عنها، ولكنها خاضعة لها خضوعاً تاماً. . .

ولن ينقضي أجل الاحتلال الألماني للبلاد المفتوحة حتى يقاوم فيها نظام للحكم موال لألمانيا. ولربما اتخذوا من وعدهم بجلاء الجيوش الألمانية وسيلة يحصلون بها على تأييدهم في إنشاء نظم للحكم صورية تكون ألعوبة في أيديهم. أما الأمم التي تظهر عدم رغبتها في قبول (حقائق الموقف)، فستنذر بالضم إلى الدولة الألمانية. . .

إن قيام هذه الحكومات المحلية بالأعمال الإدارية العادية يوفر على برلين عناء كبيراً، ويمكنها من أن تتفرغ لوضع قواعد سياستها العامة. يضاف إلى هذا أن جزءاً من العداء

<<  <  ج:
ص:  >  >>