[لبيد يعدد سنى حياته]
للاستاذ عبد القادر رشيد الناصري
هذا شاعر جاهلي من الذين يتصف شعرهم بالفخامة والقوة والبداوة، وقلة الحشو وقوة اللفظ، ولد في الجاهلية وعاش حتى ادرك الاسلام فأسلم كما يقول:
الحمد لله اذ لم يأتنى اجلى ... حتى اكتسيت من الاسلام سربالا
اما اسمه فلبيد بن ربيعة من بنى عامر بن صعصعة وهي قبيلة مضرية، واما ترجمته فميسورة لكل اديب، كتب عنه صاحب الجمهرة، والشعر والشعراء، والمزهر، لذلك سنضرب عنها صفحا. ولكن الذي يهمنى هو الوقوف عند شعره الجزل الذي عدد فيه سنى حياته. اذ لا اظن في العربية تطرق الى هذه الناحية عداه.
وقد عمر هذا الشاعر طويلا حتى ان الروايات اختلفت في تاريخ وفاته، فقد قال بعضهم انه عاش ١٤٠ عاما وقال بعضهم انه عمر حتى سنة ٤١ هـ ومات في زمن خلافة معاوية بن ابي سفيان وعمره انذاك ١٧٥حتى انه سئم الحياة فقال:
ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وسؤال هذا الناس كيف لبيد
وكيف لا يتطرق السأم الى نفس رجل طال عمره الى ما بعد المائة بنصف قرن سبقه زهير بن ابي سلمى فقال يصف سأمه وهو في الثمانين:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولا لا ابالك يسأم
ولبيد هذا ذكره شوقي في رائيته الرائعة عن ابي الهول:
وشكوى لبيد لطول الحياة ... ولو لم لتشكي القصر
وهي قصيدة تعد من عيون الشعر العربي ومن مختارات ابي على بل من افخم ما نظمه في حياته
ولبيد هذا اشار الى منزلته ومكانته في الشعر الامام الشافعي:
ولولا الشعر بالعلماء يزرى ... لكنت اليوم اشعر من لبيد
كما نوه باسمه ابو تمام استاذ الشعر حين قال من قصيدة يمدح ابا عبد الله احمد بن ابي دؤاد
ظنوا فكان بكاى حولا بعدهم ... ثم ارعويت وذاك حكم لبيد